ناقش المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة صنعاء، في إجتماعه الدوري، اليوم، برئاسة وكيل الأمانة، عبدالكريم ثعيل، تقارير الإنجاز لعدد من مكاتب أمانة العاصمة، حيث أُقرّت التقارير السنوية المقدمة من المكاتب التنفيذية.
إنعقاد قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية
[09/12/2022 02:49]
الرياض - سبأنت :
عقدت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، "قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية"، بمشاركة فخامة الرئيس الدكتور، رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورؤساء وقادة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
وفي إفتتاح القمة، أكد ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على أهمية هذه القمة لرفع مستوى التعاون المشترك، بين الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، بما يخدم المصالح المشتركة لدولنا .. مشيراً إلى العلاقة التاريخية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، قائمة على الاحترام المتبادل والصداقة والتعاون في العديد من المجالات، وتولي دولنا أهمية قصوى لدعم مسيرة التطور والتنمية، من أجل تطوير اقتصادياتها ورفاه شعوبها.
واشاد ولي العهد السعودي بالنمو المطرد والتقدم التقني المتسارع الذي حققته جمهورية الصين الشعبية، وجعلها ضمن الاقتصاديات الرائدة عالمياً .. لافتاً إلى أن ذلك يؤسس انعقاد هذه القمة لمرحلة جديدة للارتقاء بالعلاقة بين دولنا، وتعزيز الشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن المملكة تعمل على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا، ودعم العمل الدولي متعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم المتحدة، بما يسهم في تحقيق مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة .. لافتاً إلى إدراك المملكة لحجم التحدي الذي يمثله التغير المناخي، وإيمانها بضرورة إيجاد حلول أكثر استدامة وشمولية، في إطار نهج متوازن يسعى إلى تخفيف الآثار السلبية، مع المحافظة على مستويات نمو الاقتصاد العالمي، حيث نستهدف الوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات الكربون دون التأثير على النمو وسلاسل الإمداد.
وثمن تعاون شراكاتها الدولية مع الدول العربية والصين، في إطار مبادرة الشرق الأوسط الأخضر .. مؤكداً إستعداد المملكة للتفاعل الإيجابي مع المبادرات التي تعزز من عملنا البيئي المشترك، مع مراعاة المصالح التنموية للدول، وتفاوت الإمكانيات بينها.
من جانبه، أكد فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، على أهمية هذه القمة بإعتبارها حدث مفصلي في تاريخ العلاقات الصينية العربية وستقود العلاقات والتعاون بين الصين والدول العربية نحو مستقبل أجمل .. لافتاً إلى أن التعاون الصيني العربي القائم على المنفعة المتبادل والكسب المشترك يعد نموذجا يحتذى به.
وقال "تم إنشاء 17 آلية تعاون بين الجانبين في إطار منتدى التعاون الصيني العربي وخلال السنوات العشرة الماضية تجاوز حجم التبادل التجاري نحو 300 مليار دولار أمريكي وبلغ رصيد الاستثمار المباشر المتبادل 27 مليار دولار أمريكي وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع في إطار التعاون في بناء الحزام وطريق التي عادت بالاخير على قرابة ملياري نسمة من السكان" .. مؤكداً بهذا الصدد على حرص بلاده تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة مع الجانب العربي .
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة تعزيز المواءمة بين استراتيجيات التنموية وبناء الحزام والطريق بجودة عالية, وتوطيد تعاون تقليدي في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية وغيرها، وتقوية أقطاب النمو المتصاعدة مثل التنمية الخضراء، وخفض الكربون والصحة والاستثمار والمالية , وبحث وفتح آفاق جديدة في مجالات الطيران والفضاء والاقتصاد الرقمي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والتعامل الفعال مع التحديات الكبرى القائمة مثل أمن الغذاء والطاقة .. لافتاً إلى أن الجانب الصيني يدعم الجانب العربي في إيجاد الحلول السياسية للقضايا الساخنة والشائكة وبناء منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط, حاثاً المجتمع الدولي على احترام شعوب الشرق الأوسط وإضفاء طاقة إيجابية تخدم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الجانب الصيني يرحب بالمشاركة مع الجانب العربي في مبادرة الأمن العالمي، وهو على استعداد لمواصلة الإسهام بالحكمة الصينية في تعزيز السلام والأمان في الشرق الأوسط.. منوهاً بضرورة توسيع نطاق تبادل الأفراد وتعميق التعاون الإنساني والثقافي وتبادل الخبرات في الحكمة والإدارة ورفض الإسلام فوبيا بشكل مشترك وإجراء تعاون في نزع التطرف ورفع ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه.
ومن جانبه أكد فخامة رئيس جمهورية القمر المتحدة عثمان غزالي أن العلاقات العربية الصينية تسعى إلى آفاق أكثر ازدهارًا وتقدمًا في مختلف مجالات التعاون المشترك.
فيما أكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أن انعقاد القمة العربية الصينية الحالية سيعطي دفعة ملموسة للتعاون العربي -الصيني بكافة صوره، مشددًا على أننا حين نجتمع مجدداً في المستقبل القريب سنكون قد أنجزنا الكثير، وقطعنا أشواطاً إضافية في مسارات التعاون بيننا استنادا إلى التاريخ الفريد الذي تميز به التواصل العربي- الصيني الإنساني والحضاري الدافق.
وأوضح فخامة الرئيس السيسي فى كلمته أن التعاون العربي الصيني، تأسس على تعظيم المنفعة والمصالح المشتركة ومواجهة التحديات التنموية، وتعزيز التعاون "جنوب/ جنوب" وتقديم أولويات حفظ الأمن والسلم الدوليين، وصيانة النظام الدولي المرتكز على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وإيجاد حلول سياسية سلمية للأزمات الدولية والإقليمية، واحترام خصوصية الشعوب وحقها في الاختيار دون وصاية أو تدخلات خارجية، ورفض التسييس لقضايا حقوق الإنسان، وتعزيز حوار الحضارات وتقارب الثقافات، والتعاون في مواجهة تحديات التغير المناخي وتفشي الأوبئة، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة كلما وجدت وأينما كانت.
ودعا فخامة الرئيس المصري، الجميع إلى اعتبار انعقاد هذه القمة اليوم بمثابة علامة انطلاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين العالم العربي والصين، حيث أن الصين، ورغم كونها بالفعل الشريك التجاري الرئيسي لعدد كبير من دولنا العربية، فضلاً عن ما يجمعنا من تعاون استثماري جوهري، إلا أن آفاق التعاون بين بلداننا لازالت رحبة، وبإمكاننا تحقيق المزيد والمزيد في مجالات اقتصادية وتنموية وتكنولوجية عدة.
وأوضح فخامته في كلمته أن هذه القمة ستسهم في توضيح السياسات بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز الحوار السياسي الذي يهدف إلى حماية المصالح العربية الصينية ودعم السلام الدولي وتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
بدوره أوضح فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ أحمد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية أن "قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية" تُعد تكريسًا للإرادة السياسية المشتركة في إرساء نموذج تعاوني داعم لشراكة استراتيجية وتحول نوعي في المسار العام.
وأشار في كلمته الى ان القمة تمكن من بناء جسر للتعاون بين الصين والدول العربية، مشيرًا إلى رسوخ تضامن الصين والدول العربية في القضايا المشتركة، مثمناً الدعم الذي تقدمه الصين لبلاده.
من جانبه أعرب عرب فخامة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، عن أمله في أن تحقق - قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية - خطوة متقدمة لتعزيز وتوطيد العلاقات بين العالم العربي والصين في المجالات كافة.
وأكد البرهان في كلمة، أن استراتيجية الحزام والطريق التي طرحتها القيادة الصينية تمثل نموذجًا عمليًا يجسد معاني التعاون والترابط والتنمية على امتداد العالم.
وثمن المبادرة التنموية والاستثمارية التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بإنشاء صندوق استثماري يشمل عددًا من الدول العربية ومن بينها السودان، فضلاً عن المشروع التنموي القاري الكبير والمتمثل في مشروع خط السكة الحديد - الذي تم اعتماد فكرته في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي الـ11 بالعاصمة السنغالية دكار - ليمتد من مدينة بورسودان حتى مدينة دكار بالسنغال غربًا.
وأوضح فخامة رئيس مجلس السيادة السوداني، أن مثل هذا المشروع يمكن أن يحدث طفرة اقتصادية وتنموية غير مسبوقة خاصة إذا تكامل مع مشروع الحزام والطريق ليحققان معًا التواصل وتبادل المنافع بين دول العالم، مؤكدا في الوقت نفسه دعم بلاده للأعمال الثمانية المشتركة التي ستعمل فيها الصين مع الجانب العربي خلال السنوات القادمة.
وأكد الرئيس الموريتاني ضرورة ترسيخ الأمن والسلام في الوطن العربي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى ضرورة تسريع مسارات التسوية السليمة للأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن ومنع التنظيمات الإرهابية من استغلال حالة الاضطراب الأمني لمواصلة تهديد الأمن القومي العربي.
فيما أشار رئيس جمهورية جيبوتي فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيلي أن "قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية" تؤسس لعهد جديد في مصير العمل الوثيق والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الطرفين.
وأكد في كلمته خلال مشاركة في القمة، ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لمواكبة المتغيرات والتحديات وإيجاد حلول مبتكرة.
ولفت رئيس جيبوتي إلى أهمية الدور الذي تلعبه الصين كعامل توازن على صعيد العلاقات الدولية، وذلك انطلاقًا من المكانة المركزية التي تحتلها في النظام الدولي، والمكانة التي تمثلها الدول العربية كمجموعة دولية ذات موقع جغرافي وثقل سياسي وحضور تاريخي مشهود، يجعل التنسيق المشترك والتعاون بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية أمرًا حيويًا يضفي أثرًا حاسمًا على القضايا المهمة.
أما فخامة الرئيس قيس سعيِّد رئيس الجمهورية التونسية فأكد أنه لا توجد تنمية مع غياب العادلة في كل المستويات، ويجب على الجميع العمل من أجل بناء أسس جديدة .. موضحاً أن التنمية في هذه المرحلة الجديدة يجب أن تكون حقيقية وملموسة في العالم بأسره .
وأوضح أن أهمية القمة تكمن في أنها تهدف إلى البحث عن مصطلحات ومفاهيم وأفكار جديدة ومختلفة عن تلك التي سادت ولم تؤدي إلا لمزيد من إهمال حق الشعوب في تقرير مصيرها بأنفسها وأولها حق الشعب الفلسطيني في أرضها.
من جانبه أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي فخامة الرئيس محمد يونس المنفي أن التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة في العالم تتطلب مرونة أكثر في تحديد مفهوم الشراكات الاقتصادية والابتعاد عن القوالب التقليدية، خاصة في ضوء ما توليه الصين من أهمية لعلاقتها بالعالم العربي وما نتج عن هذا التوجه من تطور في العلاقات العربية الصينية منذ مؤتمر التعاون العربي الصيني عام 2004، حيث أصبحت الدول العربية الشريك الاقتصادي السابع للصين من حيث حجم التبادل التجاري والمورد الأول للنفط الخام للاقتصاد الصيني.
وأضاف المنفي - خلال كلمته أن هذه القمة ستكون علامة فارقة ومحطة تاريخية لتعزيز العلاقات الصينية بالبلدان العربية، حيث بنيت هذه العلاقة على أساس احترام سيادة الدول والمصالح المشتركة واحترام خيارات الشعوب، مبينا أن ليبيا من البلدان التي ربطتها علاقات ثابتة مع الصين تأسست على موقف الصين الداعم للاستقلال الدولة الليبية عام 1951 وعلاقة اقتصادية نمت بمعدل سنوي يفوق 17% في الفترة من 1995 إلى 2020.
وأعرب عن أمله في أن تلعب الصين الدور الذي يناسب ثقلها الدولي، مشيرا إلى أهمية العلاقات بين البلدين من أجل استقرار ليبيا وضمان استقلالها ووحدة أراضيها، وعودة عجلة التنمية والشركات الصينية إلى العمل في مشروعات البنية التحتية والتطور العمراني في ليبيا.
من جانبه لفت فخامة الرئيس غزالي عثماني رئيس جمهورية القمر المتحدة إلى أن "قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية" ستسهم في إيجاد أفكار جديدة للشراكة العربية الصينية على أسس متينة وتعاون اقتصادي متكامل، مشيراً إلى أن العلاقة مع الصين يسودها الاحترام المتبادل.
في حين أشار الوزير الأول في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية أيمن بن عبدالرحمن إلى أهمية هذه القمة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي والصين التي تسهم في بروز عالم متعدد الأقطاب بعيدًا عن السياسات الأحادية ومساعي الهيمنة .. منوهاً بإن القضية الفلسطينية تمثل القضية المركزية في العالم العربي بما يستوجب تكثيف جهود الجانبين لإيجاد حل عادل وشامل .
بدوره أكد فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين أن بلاده لن تتخلى عن الالتزام بالقانون الدولي، متطلّعة في هذه الظروف الصعبة إلى مواصلة حشد الدعم الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم المساعي الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين، وعلى العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية ومنها قرار مجلس الأمن 2334، وقرارا الجمعية العامة 181 و194 وهما القراران اللذان كانا شرطين لقبول إسرائيل كعضو في الأمم المتحدة ولم تنفذهما.
وقال أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، دون محاسبة، بعد تشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من أرضه، منذ أكثر من 74 عاما، وهم الذين يشكلون حاليا أكثر من 6 مليون لاجئ، هو أمر يفرض تساؤلات عدة حول جدية النظام الدولي، الذي يسمح لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة انتهاك القانون الدولي، وإنشاء نظام تمييز عنصري كامل الأركان، ومواصلة الأعمال الأحادية والاستيطان الاستعماري، والقتل، والحصار، والتهجير، وهدم المنازل، وتغيير هوية مدينة القدس، وعدم احترام الوضع التاريخي واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وحجز الأموال، في ظل صمت دولي إزاء ازدواجية المعايير .
فيما أكد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش أن القمة تشكل حدث تاريخي ومنعطف مهم في العلاقات بين الجانبين وفرصة سانحة وإضافة لبنة جديدة إلى العلاقات القوية القائمة بين العالم العربي والصين .. لافتاً إلى أن هذه القمة تنعقد في سياق دولي مشحون بالأزمات التي خلفتها جائحة كورونا والتطور الجيواستراتيجي ونزاعات مسلحة تؤثر على منطقتنا العربية وعلى الصين ودول العالم .
وأشاد أخنوش بحرص الصين على دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية، والمساندة لتجاوز الأزمات التي تشهدها والحد من تداعياتها .. مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة احترام مبادئ حسن الجوار والسيادة الوطنية للدول، ووحدة أراضيها والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية .