نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، المرحلة الثانية من مشروع إعادة إدماج الأطفال اليمنيين المرتبطين سابقًا بالنزاع المسلح " كفاك" في وادي حضرموت .
تعتزم إيرلندا المضي قدماً في تمرير تشريع لحظر استيراد البضائع من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، وسط انتقادات عالمية لإسرائيل بعد موافقة مجلس وزرائها على خطة للسيطرة على قطاع غزة.
الرباط.. ساحة باب الحد تتحول إلى فضاء نابض يحتفي بفن الحكاية
[09/08/2025 09:15]
(النشرة الثقافية لوكالة المغرب العربي للأنباء، ضمن الملف الثقافي لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) الذي يتضمن ثمانية مواضيع)
الرباط - سبأنت
احتضنت ساحة باب الحد بالرباط انطلاق برنامج "فن الحلقة" ضمن فعاليات الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي "مغرب الحكايات"، احتفاء بفن الحكاية.
وتسلط هذه الدورة التي تنظمها الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الضوء على موضوع "حكايات الماء" تحت شعار "حكايتك ماء، ارويها ترويك" بمشاركة رواد الحكاية من المغرب والخارج.
وتحولت الساحة إلى فضاء تفاعلي جمع بين أصالة التراث وفن الحكاية، في أمسية شارك فيها حكواتيون مغاربة ارتدوا أزياء وألوان تجسد تيمة الماء؛ وعلى إيقاع الكلمة المحكية، أخذوا الحاضرين في رحلة غاصت بهم في أعماق المخيال الشعبي الجماعي.
كما أثثت جنبات الساحة الفسيحة فرق فنية من المغرب وإفريقيا تمازجت، من خلال أدائها البديع، إيقاعات قرع الطبول وعزف النفار؛ في تجسيد لغنى وتنوع الموروث الثقافي الإنساني.
وفي هذا الصدد، أكدت مديرة المهرجان، نجيمة طاي طاي، أن هذا المهرجان أصبح رائدا على مستوى العالم من خلال استقطابه لرواد الحكاية من أكثر من 40 بلدا، ويحتفي بالموروث الشفهي والثقافي، لا سيما فن الحكاية، مضيفة أن اختيار "حكايات الماء" موضوعا لهذه الدورة ينبع من الإيمان بأهمية التحسيس والتوعية بالأدوار الحيوية للماء في الحياة من خلال الحكايات.
وأبرزت في تصريح للصحافة، أن فن الحلقة الشعبية يحظى بمكانة مهمة ضمن برنامج المهرجان، مشيرة إلى أن عددا من الساحات على مستوى جهة الرباط - سلا - القنيطرة، لا سيما، ساحة باب الحد التي كانت تاريخيا ملتقى للرواة، سيشهد تنظيم حلقات للحكي يشارك فيها حكواتيون يقدمون سمرا حكائيا من الذاكرة الشعبية المغربية.
وبعدما سلطت السيدة طاي طاي الضوء على أهمية اختيار المنظمين خلال هذه الدورة تكريم شخصية "الكراب" نظرا لرمزيتها الثقافية في المجتمع، أكدت، أنه ينبغي صون هذه الشخصية وتثمينها؛ باعتبارها كنزا ثقافيا إنسانيا في ضوء ما تحمله من أبعاد رمزية في علاقتها بالماء.
من جهتها اعتبرت الحكواتية والأستاذة، عتيقة كلفاع، في تصريح مماثل، أن الحكاية أصبحت تشكل وسيلة فعالة لتربية الأطفال على القيم البيئية، لا سيما في ضوء التغيرات المناخية، مشيرة إلى أنها تعتمد بشكل أساسي على السرد والحكاية داخل الفصل الدراسي لتعزيز وعي الناشئة بقيمة الماء ودورة حياته.
وقالت إن الأطفال، في زمن الرقمنة، أصبحوا يقبلون على الحكايا ويتسابقون للحفاظ على الموروث الثقافي للحكايات الشعبية خصوصا حين تروى بلهجتها المغربية، مسجلة أن "الحكاية عندما تروى بغير لهجتها، تفقد جماليتها وعمقها الثقافي".
وتحتفي الدورة الـ 22 للمهرجان الدولي "مغرب الحكايات" بالماء كرافعة رمزية وثقافية من خلال استحضار الحكايات والأساطير المرتبطة به، كما تروم تعزيز الحوار بين الثقافات، وإبراز رمزية الماء في الذاكرة الإنسانية، وتشجيع إنتاج حكايات جديدة تعكس قضايا العصر.
وسيتضمن برنامج الدورة الحالية، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 13 يوليوز الجاري، لقاءات حكي كبرى بمشاركة رواة من المغرب وخارجه، ومائدة مستديرة دولية حول موضوع "الماء في المتخيل الإنساني العالمي"، وماستر كلاس احترافيا في فن الحكاية، لتأهيل جيل جديد من الرواة وتزويدهم بأدوات تعبير حديثة تربط بين الإبداع والرهانات البيئية المعاصرة.
وعاشت ساحة مولاي الحسن بمراكش ليلة ساحرة من الفلكلور والموسيقى عكست تنوع التراث المغربي، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ 54 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ووسط أجواء احتفالية وحضور جماهيري من سكان مراكش وزوارها، تعاقبت على المنصة فرق فنية من مختلف جهات المملكة، قدمت لوحات موسيقية واستعراضية تنهل من عمق التراث المغربي وتبرز غناه وتنوعه الثقافي.
واستمتع الجمهور بعروض كانت بمثابة فسيفساء فنية تأسر الحواس، بدء من إيقاعات "كناوة" العريقة، ورقصات "الكدرة" المميزة من جهة كلميم واد نون، مرورا بفن "تسكوين" من إقليم شيشاوة، و"أحيدوس" تغسالين، ووصولا إلى "الركادة" بوجدة، و"أقلال السيف" من زاكورة، و"أحواش" قلعة مكونة وإيمنتانوت.
وشكلت هذه الأمسية، التي غمرتها ألوان اللباس التقليدي وأنغام الطبول والزغاريد، مناسبة لترسيخ الثقافة الشعبية في الذاكرة الجمعية، وتقريبها من الأجيال الجديدة ومن السياح الذين تفاعلوا بانبهار مع هذه الكنوز اللامادية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس فرقة "بن يعلى" لفن الركادة بوجدة، سعيد المقدمي، أن المشاركة في هذا المهرجان تمثل فرصة ثمينة للتعريف بتراث الجهة الشرقية والحفاظ عليه من الاندثار، مذكرا بأن المهرجان يعد من أبرز التظاهرات الفنية الوطنية التي تتيح تبادل التجارب بين الفرق، وتسهم في تطوير الفنون الشعبية عبر الأجيال.
من جهتها، أبرزت فاطمة أمين، عن مجموعة "أحيدوس" تغسالين، في تصريح مماثل، أن هذا الحدث يشكل "عرسا وطنيا سنويا" يلتقي خلاله عشاق الفلكلور لتقديم ما تختزنه ذاكرتهم الجمعية من رقصات وأهازيج ولباس تقليدي، مؤكدة أن الحفاظ على روح هذا الفن لا ينفصل عن مواكبته لمستجدات العصر.
أما منسق فقرات المهرجان بمنصة ساحة مولاي الحسن، عزيز أبو الصواب، فأشاد بالتطور التنظيمي الذي عرفته هذه التظاهرة عبر دوراتها المتعاقبة، مؤكدا أن شعار الدورة الحالية، "التراث اللامادي في حركة"، يعكس التعدد الثقافي المغربي، ويجسد في الآن ذاته وحدة الأمة وقيمها القائمة على الانفتاح والتعايش.
وتتواصل فعاليات المهرجان، المنظم من قبل جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) وبدعم من مجلس عمالة مراكش، ومجلس المدينة، ومجلس جهة مراكش اسفي، وجماعة المشور القصبة، بتقديم مجموعة من العروض الرسمية بقصر البديع، إلى جانب عروض فنية بكل من ساحة مولاي الحسن بباب الجديد، ساحة الكركرات، وسينما الفن السابع.
كما تشهد الدورة لقاء خاصا مع "ليلة النجوم" يوم 7 يوليوز، حيث ستقام سهرة فنية تحتفي بتلاقح الأنماط الموسيقية عبر مزج الفن الكناوي بالأهازيج الإفريقية، إلى جانب تكريم الفنانة سعيدة شرف في لحظة احتفاء بالمرأة المغربية وبالموسيقى الأصيلة كنوع من أدائها الفني.
وتوج الفيلم الطويل الصومالي "قرية قرب الجنة"، للمخرج مو هاراوي، بالجائزة الكبرى "عصمان سامبين" للدورة الـ 25 من مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، وذلك خلال حفل الاختتام الذي أقيم بمدينة خريبكة.
وحظي الفيلم، الذي نال إشادة النقاد بفضل بساطة ديكوراته وعمق شخصياته وصدق المشاعر التي ينقلها، بالتتويج من بين خمسة عشر فيلما طويلا إفريقيا شارك في المسابقة الرسمية.
وحاز فيلم "قرية قرب الجنة" على تتويج مزدوج، حيث فاز أيضا بجائزة النقد السينمائي الإفريقي، تقديرا لجودته الفنية ولالتزامه الموضوعي.
أما في فئة الأفلام الطويلة، منحت جائزة لجنة التحكيم "نور الدين الصايل" لفيلم "وشم الريح" للمخرجة المغربية ليلى التريكي، بينما عادت جائزة الإخراج "إدريسا ويدراووغو" لفيلم "راضية" للمخرجة المغربية خولة أسباب بنعمر، فيما كانت جائزة أفضل سيناريو "سمير فريد"، من نصيب فيلم "الشاي الأسود" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.
كما تم منح جائزة أفضل دور نسائي "أمينة رشيد" للممثلة التونسية سارة حناشي عن أدائها في الفيلم الطويل "قنطرة"، في حين نال جائزة أفضل دور رجالي "محمد بسطاوي" الممثل بنمحمود مباو، عن دوره في الفيلم السنغالي "ديمبا".
أما في مسابقة الأفلام القصيرة، فآلت الجائزة الكبرى "نجيب عياد" لفيلم "شيخة" من إخراج المغربيين أيوب ليوسفي وزهوى راجي، بينما عادت جائزة لجنة التحكيم "بولان سوماونو فييرا" لفيلم "حفل زفاف مائي" للمخرجة أورييل جيويا من البنين.
وتميزت هذه الدورة بإحداث جائزة "الجامعة الإفريقية لمهرجانات السينما والتلفزيون"، التي كانت من نصيب الفيلم الليبي القصير "صعود" للمخرج أسامة رزق؛ في خطوة تعكس انفتاح المهرجان على شبكات جديدة لعشاق السينما في القارة.
وحصل الفيلم التونسي "قنطرة" للمخرج وليد مطار على جائزة "دونكيشوط" التي تمنحها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، في حين نال الفيلم المغربي "كازابلانكا - داكار" للمخرج أحمد بولان تنويها خاصا.
وأكد مدير المهرجان، عز الدين كريران، بهذه المناسبة، أن هذه الدورة الخامسة والعشرين كانت استثنائية على أكثر من صعيد، مشيرا إلى أنها تجسد ما يقارب نصف قرن من الالتزام بخدمة السينما الإفريقية وحوار الثقافات.
كما أشار إلى أن هذا الموعد السينمائي شكل فرصة للاحتفاء بـالإبداع والاندماج وصمود الفنانين الذين "يواصلون جعل قارتنا تتألق على شاشات العالم"، رغم التحديات.
وشهد حفل الاختتام، تكريما لأيقونة السينما المغربية عمر السيد، في أجواء احتفالية امتزجت فيها المشاعر والتقدير والاحتفاء بالفن السابع الإفريقي.
وينظم مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويستقبل خلال هذه الدورة 350 سينمائيا من 45 بلدا، في احتفاء بالإبداع السينمائي الإفريقي، وبمواهبه الصاعدة، وتحولاته العميقة.
وتنعقد هذه الدورة تحت شعار "من جذبة الحكواتيين إلى صرامة الخوارزميات: تجاذبات السينما الإفريقية"، حيث تهدف إلى فتح نقاش عميق حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المهن، والسرديات، والخيال السينمائي في القارة الإفريقية.
كما جددت أيقونة الأغنية العربية، الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، لقاءها بالجماهير المغربية، خلال حفل فني استثنائي أحيته بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ضمن فعاليات الدورة العشرين لمهرجان "موازين - إيقاعات العالم".
واعتلت ماجدة خشبة المسرح الوطني محمد الخامس، بإطلالة بهية وشموخ فني ليسا غريبين على قامة عربية راقية ما تزال تأسر قلوب الملايين في الوطن العربي وعبر العالم أيضا، حيث كانت في انتظارها حشود من الجماهير الغفيرة والمولوعة بفنها الأصيل والخالد على مدى عقود طويلة.
واستقبل الجمهور الوفي النجمة اللبنانية بحفاوة عند اعتلائها المنصة بالزغاريد والهتافات، كما رافقها بالتصفيقات طيلة وقائع هذا الحفل الفني المبهر بكل المقاييس.
وأعربت بنت بلاد الأرز، بهذه المناسبة، عن حبها وتقديرها الكبيرين للمملكة المغربية ملكا وشعبا، وعن بالغ سعادتها بالوقوف من جديد أمام الجمهور المغربي "الذي طالما سعدت بلقائه وانبهرت بذوقه الفني الرفيع"، لتواصل بعد ذلك إمتاع عشاقها ومحبيها بتقديم باقة من أجمل وأنجح أعمالها.
واختارت أيقونة الأغنية العربية أن تفتتح سهرة آخر ليالي المهرجان الطربية، بأداء أغنية "ميلي يا حلوة ميلي"، الصادرة سنة 2018، تلتها سلسلة من الروائع الغنائية، شملت تباعا كلا من "خذني حبيبي"، و"عيناك ليال صيفية"، و"إسمع قلبي"، و"عم يسألوني عليك الناس"، و"أنا عم بحلم"، وكذا قطعة "لا تسأل"، التي أدتها على نغمات القيتارة الإلكترونية بإبداع لافت.
ومن قلب ريبرتوارها الغنائي الخالد، قدمت ماجدة الرومي رائعتي "كن صديقي" و"كلمات"، اللتين تفاعل الجمهور الحاضر معهما بانسجام وحماس قياسيين، في مشهد أخاذ جعل من هذا الحفل الختامي إحدى أقوى وأجمل لحظات النسخة العشرين لهذه التظاهرة الفنية العالمية.
كما أتحفت الفرقة الموسيقية المرافقة للسيدة ماجدة، برئاسة المايسترو المتألق لبنان بعلبكي، بتقديم باقة مختارة من المعزوفات الموسيقية الساحرة، التي أضفت على السهرة أجواء احتفالية ملهمة.
أما مفاجأة الحفل، الذي استمر لأزيد من ساعتين من الطرب الماتع، فتمثل في أداء أيقونة الأغنية العربية، وهي تحمل العلم الوطني المغربي بفخر شديد، لمقتطفات من بعض القطع الغنائية المغربية الشهيرة، من قبيل "علاش يا غزالي" للموسيقار الراحل المعطي بنقاسم، و"بنت بلادي" للفنان الراحل عبد الصادق شقارة، وذلك في مشهد بانورامي عكس من جديد عمق التلاقح الثقافي بين المدرسة الفنية المغربية ونظيرتها اللبنانية.
يذكر أن ماجدة الرومي ازدادات يوم 13 دجنبر 1956 ببلدة كفر شيما في لبنان، ونشأت وسط عائلة فنية وموسيقية عريقة، فوالدها هو الموسيقار والملحن اللبناني الكبير حليم الرومي.
وتملك ماجدة الرومي رصيدا فنيا زاخرا بالأعمال والإنتاجات الناجحة، على امتداد عقود طويلة من العطاء الفني الغزير، حيث أنتجت ما مجموعه 13 ألبوما غنائيا، يذكر من أشهرها ألبوم "كلمات" الصادر سنة 1991، وألبوم "رسائل" الصادر سنة 1996 وكذا ألبوم "اعتزلت الغرام" الصادر سنة 2006.
وأسدل الستار على فعاليات الدورة العشرين لمهرجان "موازين – إيقاعات العالم"، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تميزت نسخة هذا العام ببرمجة موسيقية متنوعة جمعت كبار نجوم الساحة الفنية العربية والدولية، ما جعل من مدينتي الرباط وسلا ملتقى استثنائيا للتبادل الفني والثقافي.
كما يعد المهرجان، الذي انطلق سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا فنيا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فبحضور أزيد من مليوني متفرج في كل واحدة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.
وانطلقت، مساء يوم الخميس بالمتحف الوطني للحلي بقصبة الأوداية في الرباط، الدورة الرابعة لتظاهرة "ليلة المتاحف والفضاءات الثقافية"، التي أصبحت موعدا أساسيا في الأجندة الثقافية المغربية، تحت شعار "الشباب المغربي الحارس الأمين لتراث الغد".
وشهد هذا الحدث حضور مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، إلى جانب شخصيات بارزة من مشارب مختلفة.
وتميزت هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بافتتاح معرض "قفطان الأمس، نظرة اليوم"، الذي يشكل حوارا بين التراث والنسيج التقليدي والإبداع المعاصر.
ويعرض المتحف الوطني للحلي من خلال مجموعة مختارة من قطعه النادرة تاريخ القفطان المغربي، إلى أن أصبح يحظى بمكانة مرموقة في عالم الموضة الراقية.
وفي هذا السياق، مزجت تصاميم مصممة الأزياء المغربية الشهيرة فضيلة الكادي، بين البراعة الحرفية والخطوط المعاصرة، لتجسد حيوية عريقة منفتحة على العالم.
ويربط المعرض بين الإبداع الحالي والإرث الغني، مسلطا الضوء على الحرف المتوارثة، والعمق الرمزي للزخارف، في تكريم لذاكرة الزي التقليدي باعتباره لغة حية ومعبرة.
وأكدت الكادي، في هذا الصدد، أن المعرض يمثل حوارا بين القفطان التقليدي والمعاصر منه، مضيفة أنها استلهمت إبداعاتها من مختلف جهات المملكة.
كما شددت على أهمية الحفاظ على التراث وحماية الموروث الثقافي الوطني، لافتة إلى أنها أسست لهذا الغرض مدرسة للتطريز تكون فيها شبابا من أوساط هشة في مهن فنون التطريز.
من جهته، أوضح مفوض المعرض، أمين بوسحابة، أن "قفطان الأمس، نظرة اليوم" يضم قفاطين قديمة من المجموعة الرائعة للمتحف، يعود بعضها إلى القرن الثامن عشر، إلى جانب تصاميم معاصرة لفضيلة الكادي، تتميز بغنى الأقمشة والإبداع الفني.
وأشار إلى أن المصممة المغربية تعد "سفيرة رائعة" للأزياء المغربية والصناعة الوطنية في مجال الحرف اليدوية، ولا سيما فن التطريز، مسجلا أنها تسهم بشكل فعال في إشعاع التراث الثقافي المغربي على الصعيدين الوطني والدولي.
كما أبرز بوسحابة أن جزءا من المعرض خصص لمدرسة تلقين فنون التطريز بمدينة سلا، التي أسستها فضيلة الكادي، وتقدم فيها تكوينا مجانيا لفائدة شباب من أحياء فقيرة، من أجل مواكبة التميز في التطريز الذي تتطلبه الأزياء الراقية، على الصعيدين الوطني والدولي.
وتنظم الدورة الرابعة من "ليلة المتاحف والفضاءات الثقافية" من قبل المؤسسة الوطنية للمتاحف، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومؤسسة حديقة ماجوريل.
كما أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، عن نتائج دعم الجمعيات والهيئات الثقافية والمهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية برسم سنة 2025، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 9 ملايين و45 ألف درهم.
وأوضحت الوزارة في بلاغ أن اللجنة المكلفة بدراسة عروض المشاريع المرشحة للدعم برسم سنة 2025 عقدت سلسلة من الاجتماعات للبث في المشاريع المستوفية للشروط المطلوبة للاستفادة من الدعم، ودرست 583 ملفا المرشحة للدعم، واستقر رأيها على دعم 177 منها.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه المشاريع تتوزع على المهرجانات الفنية والثقافية (127 مشروعا ب 6 ملايين و290 ألف درهم)، والتظاهرات الثقافية (46 مشروعا بمليونين و5 آلاف درهم)، والجمعيات الثقافية والنقابات الفنية الشريكة (4 مشاريع ب 750 ألف درهم).
وأشار البلاغ إلى أن هذا الدعم يأتي تفعيلا لمقتضيات المرسوم رقم 2.12.513 الصادر يوم 13 ماي 2013، المتعلق بدعم المشاريع الثقافية والفنية، والقرار المشترك بين وزير الثقافة ووزير الاقتصاد والمالية رقم 1387.15 الصادر في 9 مارس 2015، المتعلق بتحديد كيفية دعم الجمعيات والهيئات الثقافية والنقابات الفنية والمهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية.
كما يأتي هذا الدعم، حسب البلاغ، تعزيزا لسياسة القرب الثقافي التي تنهجها وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة في مجال دعم البرامج والأنشطة الثقافية والفنية.
مهرجان كناوة بالصويرة يسدل الستار على دورته الـ 26 بعد ثلاثة أيام من التمازج الفني والحوار الثقافي الصويرة 22 يونيو 2025 (ومع) أسدل الستار، مساء أمس السبت، على فعاليات الدورة الـ 26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، بعد ثلاثة أيام من التمازج الفني والحوار الثقافي، عاش خلالها جمهور الصويرة تجربة موسيقية وروحية استثنائية، عابرة للحدود والأنماط.
وقد عرفت هذه الدورة إقبالا جماهيريا واسعا، حيث استمتع الزوار بعروض موسيقية راقية جمعت بين روح الكناوة العريقة وتنوع الإيقاعات العالمية، ما جعل من مدينة الرياح قبلة لعشاق الأصالة الموسيقية وفضاء للتفكير في قضايا الهجرة والحركيات البشرية وعلاقتها بالديناميات الثقافية.
كما شكل المهرجان وعروضه المتنوعة والمتميزة، فرصة لاكتشاف المدينة العتيقة وفضاءاتها الساحرة، بما تحمله من إرث تاريخي غني وبنى تحتية ثقافية، فضلا عن مؤهلاتها السياحية اللافتة.
وفي واحدة من أبرز لحظات المهرجان، أطلت الفنانة الكناوية هند النعيرة، ابنة مدينة الصويرة، على جمهور منصة مولاي الحسن بأداء أخاذ تميز بعفويته القوية وعمقه الروحي، حيث ألهبت هذا الفضاء التاريخي بعرض باهر مزج بين العذوبة والقوة.
ومع كل نغمة وكل حركة، أكدت هند النعيرة، بكل ثقة ورقي، مكانتها كأحد أبرز الوجوه النسائية في مشهد الكناوة المغربي المعاصر، مجددة الوصل بين الموروث والحداثة، ومبرزة قدرة الفن على كسر الحواجز وإعادة تشكيل الصور النمطية.
ومن لحظات الإبداع الجماعي، شهدت المنصة ذاتها عرضا موسيقيا مذهلا جمع المعلم محمد بومزوغ وأنس شليح من المغرب، إلى جانب موسيقيين عالميين من فرنسا وكوت ديفوار، من ضمنهم تاو إيرليش، مارتن غيربان، وكوينتن غوماري وعلي كايتا. وتميز العرض بانصهار آلات "الكمبري" و"القراقب" مع البلافون، والدرامز، والساكسفون والبوق، لينثر هذا المزج الفني الدهشة الموسيقية على الجمهور بتوليفات صوتية متنوعة وارتجالات جريئة.
وأمتعوا الحاضرين بأغان مبهرة تمتح من عمق التراث الكناوي وتنسج جمالياتها بإبداع معاصر، ليجد الجمهور نفسه منساقا، طواعية، إلى ترديدها مع الفنان المتألق محمد بومزوغ، الذي لم يكن مجرد مؤد، بل أشبه بساحر موسيقي بث سحر كناوة على كل من حضر، بأسلوبه المتفرد، وصوته الآسر، وإيقاعه الذي أشعل الفضاء وأربك الحدود بين الخشبة والجمهور.
ومع تصاعد النشوة الموسيقية، التحقت الفنانة هاجر العلوي بالمجموعة في لحظة انصهار فني وجماهيري، لتضيف إلى العرض لمسة أنثوية مشبعة بالإحساس والقوة، فتألقت بأدائها المميز، وهي تنقل الأغاني من الريبرتوار الكناوي إلى طبقات جديدة من التعبير والإيحاء.
وشهدت الليلة ذاتها لحظة خاصة مع الفنان عمر حياة، الذي بعذوبة صوته وتواصله الصادق، نجح في خلق لحظة وجد جماعي على منصة مولاي الحسن، استحضر خلالها الأحاسيس والحنين، واندمج الجمهور معه في أداء كناوي مفعم بالحياة، جعل من الموسيقى جسرا بين الذكريات والانفعالات الحاضرة.
وكان الجمهور على موعد مع عرض "سيمافنك" الذي يجمع بين الروح الاستعراضية والفنية، ورسائل موسيقية تحتفي بالحرية والتنوع والانتماء الأفرو - لاتيني، حيث سادت أجواء حالة من الانسجام الموسيقي العابر للثقافات، تتناغم فيها الفانك بالالكترو والايقاعات بالبلوز.
ولم تكن سهرة سيمافانك بمهرجان كناوة مجرد حفل موسيقي عابر، بل لحظة فنية نابضة بالابتكار، شهدت لقاء فريدا بين الثقافة الكوبية والروح الكناوية المغربية، تمثل في أداء مشترك جمعه بالمعلم خالد صانصي، أحد أبرز حاملي تقاليد الكناوة الأصيلة.
وجدير بالذكر أن الدورة الـ 26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، التي أضاءت سماء مدينة الرياح، استضافت 350 فنانا، من بينهم 40 معلما كناويا، قدموا 54 حفلا موسيقيا ضمن أجندة مواعيد موسيقية متنوعة، وفرت للجمهور تجربة موسيقية متكاملة من خلال مزج فني على أشهر منصات مدينة الصويرة.
وبالموازاة مع الحفلات الموسيقية، انعقدت الدورة الثانية عشرة لمنتدى حقوق الإنسان، التي تنظم تحت شعار "الحركيات البشرية والديناميات الثقافية"، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج. وأتاحث هذه الدورة فرصة لتوسيع النقاش من خلال استكشاف، إلى جانب الإسهامات الاقتصادية، المساهمات الثقافية للهجرات والجاليات بالنسبة لبلدان الأصل والعبور والوجهة.
وأكدت وزارة الشباب والثقافة والتواصل أن الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط رسخت مكانة المعرض على خريطة المعارض الدولية الوازنة.
وأبرزت الوزارة، في بلاغ لها حول حصيلة الدورة الثلاثين للمعرض، أن هذه الدورة برهنت أيضا على حيوية العلاقة بين المغاربة والكتاب، وهو ما تجسد في الأعداد الكبيرة من الزوار الذين ترددت على فضاءات المعرض، والتي بلغت 403 ألف زائر.
ولفت المصدر ذاته إلى أن هذه الدورة، التي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع ولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة، ومجلس الجهة، وجماعة الرباط، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما بين 17 و27 أبريل، عرفت مشاركة 775 عارضا مباشرا وغير مباشر، ينتمون إلى 51 بلدا، برصيد وثائقي تجاوز عدد العناوين فيه 120 ألف عنوان، وبمجموع عدد نسخ تجاوز 3 ملايين نسخة.
وسجل أن الدورة استقبلت إمارة الشارقة كضيف شرف، في تجسيد بالغ الدلالة لتميز العلاقات الراسخة بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، واحتفت بمغاربة العالم وبإبداعاتهم في إطار تشاركي مع مجلس الجالية المغربية بالخارج.
وفي ما يتصل بالبرمجة الثقافية، يضيف البلاغ، شهدت فضاءات الندوات تنظيم ما مجموعه 330 فقرة، كان من أبرزها فقرات خصصت لتكريم رموز الثقافة المغربية ومبدعيها البارزين، بالإضافة إلى فقرات لتتويج الفائزين بجوائز المغرب للكتاب، وجوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة، وجوائز الشعراء والكتاب الشباب.
وتجاوز المجموع العام لما نظم في أروقة المؤسسات المشاركة، بحسب المصدر ذاته، 2000 فعالية ما بين ندوات ولقاءات مهنية، وتوقيعات لإصدارات جديدة، من ضمنها 70 فقرة لضيف الشرف، و71 فقرة لمجلس الجالية المغربية بالخارج.
وبموازاة ذلك، عرف فضاء الطفل تنظيم برنامج "ملونو العالم"، والذي بلغ عدد فقراته 660 فقرة توزعت على مجموعة من المحاور التي استهدفت تعزيز علاقة الأطفال بعالم الكتاب والإبداع والمعرفة، حيث استفاد من هذا البرنامج 6600 طفل.
وأشار البلاغ إلى أن الفضاء المفتوح المخصص لسلسلة الأشرطة المصورة (السنافر) عرف، في الإطار نفسه، إقبالا كبيرا من جمهور المعرض من الأطفال وآبائهم.