ثورة 26 سبتمبر .. رسالة متجددة للإماميين الجدد أن اليمن لن تعود للوراء
[25/09/2018 05:40]
عدن - سبأنت
يحتفل الشعب اليمني، اليوم، بالذكرى الـ 56 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، التي أعلنت إنتهاء عصر الأمامة الكهنوتي وتحرير شعب رزح تحت طائلة الخرافة والعزلة والظلم والتخلف والعبودية، وقيام النظام الجمهوري والدولة التي تتسع لكل اليمنيين .
وشكل يوم الـ26 من سبتمبر 1962، تحولاً هاماً في تاريخ اليمن الحديث، حيث أطاح بالنظام الإمامي الذي عمل على تكريس التخلف وتجهيل الشعب وتقسيمه إلى طبقات ومارس بحقه الظلم وعزله عن محيطه العربي والعالم وحرمه لعقود طويلة من مواكبة التقدم في مختلف المجالات.
ولم تكن هذه الثورة وليدة اللحظة، بل سبقتها إرهاصات ومحاولات، خلال أعوام 1948 و1955 و1959م، وعلى الرغم من إجهاضها، إلا أنها أنتجت وعياً شعبياً وخلقت جيلاً ثورياً كان له دور بارز في قيام هذه الثورة الخالدة والدفاع عنها .
فقد ألتف شعبنا اليمني العظيم وراء الثوار والمناضلين الأحرار الذين أنتفضوا على الإمامة في مثل هذا اليوم الخالد، معبرين عن رغبتهم في الإنعتاق والتحرر من هذا الحكم الكهنوتي المتخلف الذي ظل جاثماً على صدور اليمنيين عقوداً طويلة .
ويتجدد هذا الإلتفاف الشعبي اليوم مع ظهور الإماميون الجدد ممثلين بميليشيا الحوثي الإنقلابية، التي تؤكد الشواهد أنهم إمتداد للإمامة، وتجسيدا لولاية الفقيه بإدارة وبدعم مباشرين من الإيراني.
ويأتي الاحتفال السنوي بذكرى هذه الثورة الخالدة، ليمثل رسالة رفض شعبي للميليشيات التي أغتصبت النظام الجمهوري وتحاول العودة بعجلة الزمن إلى الوراء، وإعادة إنتاج عصر الكهنوت والتخلف والتمايز الاجتماعي بالترويج الترويج لخرافة الولاية وتكريس حكم الفرد الواحد والسلالة تحت مزعوم الحق الإلهي وفرض التبعية العمياء التي كانت سائدة قبل خمسة عقود ونصف.
وفيما يحتفل شعبنا اليمني العظيم بذكرى هذه الثورة الخالدة،عمدت عصابة الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران لمحاولة طمس دلالات هذه المناسبة تدريجياً وإستبدالها بما يسمى بذكرى 21 سبتمبر اليوم الذي تمكنت فيه مليشيا الانقلاب من الإنقضاض على عاصمة الدولة، والانقلاب على الإرادة الوطنية المتمثلة في مخرجات وقيادة السلطة الشرعية وتحقيق أهداف حلفائها الإيرانيون الذين يسعون إلى جعل اليمن مركزاً لعملياتهم التخريبية التي تستهدف دول الجوار والمنطقة العربية بشكل عام وكذا خط الملاحة الدولية.
أن ما يميز الإحتفال بهذه المناسبة هذا العام، هو الإنتصارات التي يحققها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضد الإماميون الجدد في الساحل الغربي وتعز وصعدة وحجة والجوف ونهم بدعم وإسناد لا محدود من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة .
فهذه الإنتصارات أكدت للعالم أجمع أن عصور التخلف والإضطهاد لن تعود وأن شعبنا العظيم سينتصر في هذه المعركة المصيرية، لأنه مؤمن بقضيته، ولأنه لا يقاتل وحده، بل معه أحرار العرب وكل أحرار العالم، معه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومشاركة الإمارات العربية المتحدة، ودول الخليج ومصر والسودان وكل العرب ممثلاً في الجامعة العربية، معه العالم والمجتمع الدولي، الذي تعبر عنه القرارات الدولية الصادرة بشأن اليمن وأهمها القرار ٢٢١٦، وسوف تهزم الإمامة كما هزمت في سبتمبر العظيم، فالشعوب لا تقبل بغير الحرية، ولا تقبل السلالية والعنصرية، وما نمر به ليل يكاد فجره ينبلج.
ولا يسعنا في هذه المناسبة الوطنية الخالدة إلا أن نستذكر بإجلال وإكبار أولئك الثوار والمناضلين الأحرار الذين وهبوا حياتهم من اجل اليمن وشعبها، فلهم الرحمة والخلود، ولكل شهداء الوطن الأبرار، الذين لن تذهب تضحياتهم هدراً، والتحية كل التحية للأبطال الميامين في جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية الباسلة في كل الجبهات والميادين، الذين يلقنون الاماميون الجدد دروسا قاسية وضربات موجعة، لاستكمال إنهاء الانقلاب واستعادة بقية المناطق التي لازالت تحت سيطرتهم .