شاركت الجمهورية اليمنية، اليوم السبت، في افتتاح بطولة كأس الخليج في نسختها الـ٢٦ التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة، بوفد ترأسه نائب وزير الشباب والرياضة منير الوجيه.
فاز فريق استون فيلا، على ضيفه مانشستر سيتي بهدفين مقابل هدف في المباراة التي جمعتهما، اليوم السبت، في افتتاح الجولة الـ17 من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
عدن - سبأنت :
تتميز العلاقات اليمنية المصرية بخصوصية ،قلما نجدها في العلاقات الدولية الثنائية ،وهي خصوصية تجعل هذه العلاقات قادرة على الاحتفاظ بطابعها الخاص ،في مواجهة الكثير من المتغيرات والتطورات على واقع العلاقات الدولية، وتشكلت هذه الخصوصية في العلاقات اليمنية المصرية ،من تداخل عدة عوامل ارتباط ،أبرزها العامل التاريخي والثقافي، والعامل الاستراتيجي والأمن.
فالعلاقات بين البلدين ،تستند الى تراكم حضاري وتاريخي كبير في التفاعل بين الشعبين و بين السلطات في البلدين ،وهذا التراكم الحضاري والتاريخي كان نتيجة حتمية للعديد من الحقائق والوقائع السياسية والاقتصادية والجغرافية.
وأكدت الخبرة التاريخية للعلاقات اليمنية المصرية، وجود نمط ثابت حكمها في الماضي وما زال يحكمها في الحاضر، اذ لعبت مصر كدولة وكشعب وكجغرافيا أدورا أساسية ومهمة في التاريخ اليمني، لعل أبرزها الدور المصري في دعم الثورة اليمنية ماديا ومعنويا، وصل إلى حد المساهمة بالسلاح والدم، وقد كان هذا الدعم حاسما في صيانة وبقاء النظام الجمهوري في اليمن ،من ناحية اخرى، كانت مصر بحجمها وبواقعها الجغرافي والثقافي والسكاني، مرتكزا حضارياً أساسيا في المنطقة العربية، ومنبعا حضاريا وثقافيا استقت منه بقية دول المنطقة و منها اليمن ،وتعد العلاقات الثقافية ، احد ابرز عوامل الارتباط بين اليمن ومصر، وهي علاقات كانت دائما بعيدة عن تأثير الظروف والعوامل السياسية والاقتصادية، فقد حافظ الاتصال الثقافي بين اليمن ومصر على مستوياته المرتفعة وعلى تأثيره على علاقة الشعبين وعكس نفسه ولو بدرجة قليلة على علاقة البلدين السياسية.
ويظل البعد الاستراتيجي والأمني، العنصر الأساسي ونقطة الارتكاز، ومحور أهمية العلاقات اليمنية المصرية، فالبلدين يمسكان بالبوابتين الشمالية والجنوبية للبحر الأحمر، وبذلك فهما يمتلكان مفتاحي طريق التجارة الدولية المؤدي إلى 65بالمائة من مخزون موارد الطاقة العالمية، وجعل هذا النوع من الارتباط بين اليمن ومصر، الوظيفة الأمنية هي الركيزة الأساسية للعلاقات بين البلدين، فأي حدث يشهده اليمن ينعكس بالضرورة وبطريقة أو بأخرى وبدرجة أو باخرى على مصر والعكس صحيح، وأي تدهور أو تراجع في العلاقات اليمنية المصرية، سيترتب عليه اضرارا وتهديدا للأمن القومي اليمني والمصري.
وبناء على هذا الارتباط، سارت العلاقات السياسية بين اليمن ومصر بثبات ،على الرغم من الاهتزازات والاختلالات التي مرت بها ، اذ سرعان ما تعود الى طبيعتها بمجرد زوال لمؤثرات الخارجية التي عكرتها ، فقد مرت علاقات البلدين بمراحل مختلفة وبتقلبات عديدة الا انها ظلت تحت سقف واحد لم تتجاوزه، اذا لم يحصل أي انقطاع في الاتصالات السياسية بين البلدين على مختلف المستويات، وهذا ما يؤكده القفزات النوعية المفاجئة على طريق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقد عكس الثبات الاستراتيجي الذي تتمتع به العلاقات اليمنية المصرية عكس نفسه ، من خلال العديد من المواقف ، فالمصريون ضحوا بأمنهم من أجل الثورة اليمنية ،واليمن ضحى بأمنه في باب المندب وأغلقه في حرب 73 ، و كان لليمن موقف مع مصر اثناء فترة المقاطعة العربية لها بعد مؤتمر بغداد، فقد رفضت اليمن هذا الامر مصرة على انه لا ينبغي أن تنعزل مصر عن الجسد العربي، وظلت علاقات اليمن ومصر ممتازة ، حتى عادت مصر الى الحظيرة العربية ،ونسق البلدان مواقفهما وسياساتهما ،سواءاً على مستوى اللجان المشتركة، أو الرؤية اليمنية المصرية حول البحر الأحمر.
وشهد التعاون التعليمي بين مصر واليمن خلال السنوات الأخيرة نمواً متزايدا وهناك اكثر من 1300 طالب وطالبة من اليمن يدرسون في مختلف التخصصات بالجامعات المصرية إلى جانب نحو خمسين ألف زائر يمنى يفدون إلى مصر للسياحة والعلاج سنويا، وبموجب اتفاقية التعاون التعليمي بين البلدين تقدم اليمن 20 منحة دراسية جامعية معفاة من الرسوم سنويا للطلبة المصريين في حين تقدم مصر 40 منحة دراسية جامعية إضافة إلى 25 منحة في مجال الدراسات العليا معفاة من الرسوم ، تبادل الخبرات وتنظيم الدورات التدريبية للعاملين في مؤسسات التعليم العالي أيضاً.
وقامت جامعة المنوفية باستضافة 143 طالبا عربيا من جامعات من بينها اليمنية لتلقي التدريب في كليات ومعاهد الجامعة وبعض المعامل والمصانع والمؤسسات الصناعية بمحافظة المنوفية في تخصصات المحاسبة والحاسب الآلي والزراعة والهندسة والعلوم والاقتصاد المنزلي عام 2004.
ووقع عدد من الجامعات المصرية واليمنية خلال السنوات الماضية على اتفاقيات تعاون من بينها اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي بين جامعتي المنيا وصنعاء واتفاقية أخرى بين جامعتي إب وقناة السويس لتعزيز التعاون بينهما خاصة في مجال طب الأسنان واتفاقية التعاون العلمي والثقافي بين جامعتي تعز وقناة السويس لتطوير التعاون بينهما وتقديم المنح الدراسية لجامعة تعز ، إضافة إلى البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين اليمن ومصر الخاص بتنظيم العلاقات الثقافية بين البلدين.
واليوم جاءت زيارة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي التي بدأها للقاهرة ولمدة يومين لتحمل الكثير من الدلالات والرسائل وفي مقدمتها امتدادا للعلاقات المتأصلة بين البلدين والشعبين ، و التقدير الكبير الذي يحمله الرئيس عبدربه منصور هادي لجمهورية مصر قيادة وحكومة وشعباً، بالإضافة إلى يقينه التام باستمرار الدعم المصري لقضية اليمن العادلة وإدراك القيادة المصرية لاخطار جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من ايران على الامن القومي المصري والامن العربي بشكل عام.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها المسئولين اليمنيين لمصر ، ففي 27 مارس عام 2015 قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بزيارة لمصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي .
ويمثل الاستثمار جانبا مهما في إطار تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين ، حيث تشير التقديرات إلى أن حجم الاستثمارات اليمنية في مصر تصل إلى 71 مليون جنيه مصري تقريبا في الوقت الذي تتوفر فرص كبيرة وواسعة أمام الاستثمارات المصرية في اليمن خصوصا في مجال صناعة الأدوية وتعليب الأسماك وصناعة الأحذية.
شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تحسنا كبيرا خلال السنوات الماضية حيث يحكم العلاقة بين البلدين إطاراً قانونياً متكاملاً لتنظيم التعاون في كافة المجالات خاصة الاقتصادي والتجاري ، فقد بلغ حجم الصادرات المصرية إلى اليمن 62.08 مليون دولار وبلغ حجم الواردات 52.58 مليون دولار في الفترة من يناير إلى مارس 2010 ، بينما بلغ حجم الصادرات عام 2009 إلى 149 مليون دولار والواردات 26 مليون دولار .
يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين اليمن ومصر خلال العام 2011 وصل إلى 250 مليون دولار.
وهناك لجنة عليا يمنية مصرية مشتركة تعقد دورتها برئاسة رئيسا وزراء البلدين بالتبادل بين القاهرة وصنعاء، و في ختامها يتم التوقيع على عدد من الاتفاقات، والبروتوكولات ومذكرات التفاهم ، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والقوافل التدريبية وتسهيل التواصل بين الجامعات في البلدين.
يمكننا القول ان مستقبل العلاقات اليمنية المصرية، يؤكد ان هذه العلاقات ستتقدم الى الأفضل، فالبلدين سيبذلان جهودا اكبر لتحسينها وتطويرها سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
وفي البعد الاقتصادي ستعمل اللجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني بين البلدين أن تقوم بدور أكبر بكثير مما هو عليه الآن مستفيدة من المقومات الخاصة بكل بلد، وتعمل على التوفيق بينها، لاسيما وان اليمن حريصة على اجتذاب المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم نحوها سواء في الصناعات الدوائية، أو السمكية، وصناعة النسيج، وفي مجال السياحة والفندقة وغيرها.