شارك وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، اليوم، على هامش مؤتمر قمة المناخ الدولي (COP29) في العاصمة الأذربيجانية باكو، في الجلسة رفيعة المستوى الخاصة ببناء الشبكات لتعزيز السلام والقدرة على الصمود في البيئات المعرضة لتغير المناخ، التي نظمتها مؤسسة اودي العالمية.
الإعلام الكويتي أثناء الغزو.. صوت الحقيقة الذي فضح ممارسات الاحتلال
[25/02/2017 03:13]
الكويت-سبأنت
تقترن احتفالات المواطنين الكويتيين بعيد التحرير الذي يصادف يوم غد بذكريات وأحداث عاصرها الكثير منهم بدءا من الساعات الأولى لمحنة الغزو الذي دفع بأهل هذا البلد إلى التصدي له بجميع الوسائل المتاحة.
وفي هذا الجانب لعب الإعلام الكويتي دورا كبيرا وفاعلا في تلك الفترة فكان صوت الحقيقة الذي فضح قوات الاحتلال وكشف ممارساته وساهم في دعم صمود المواطنين على مدى سبعة أشهر حتى نيل الحرية وتحرير البلاد في 26 فبراير 1991.
ومنذ اللحظات الأولى للغزو في 2 أغسطس 1990 جعلت قوات الاحتلال العراقي من الإعلام الكويتي - وخاصة إذاعة وتلفزيون الكويت ووكالة الأنباء الكويتية (كونا) - هدفا رئيسيا لها في محاولة منها لطمس حقيقة ما يجري آنذاك فبعد بث الخبر الأول عن دخول قوات الغزو أرض الكويت سارع الاحتلال إلى قصف مبنى وزارة الإعلام وخاصة المرسلات الإذاعية التي تربط البث مع محطات الإرسال في جزيرة فيلكا.
إلا أن الإرادة الكويتية كانت قوية وصامدة فبعد مرور وقت قليل على وقف البث الرسمي من مبنى الإذاعة والتلفزيون سارع الإعلاميون إلى نقل البث الإذاعي لمعسكر "الجيوان" ومنه انطلقت عبارة "هنا الكويت" مرة جديدة.
ومع بدء قوات الغزو اقتحام مبنى "الجيوان" الذي احتضن البث الإذاعي شرع الفنيون الكويتيون في تجهيز مكان بديل فبدؤوا التجمع في استديو الدسمة حيث أمضوا ساعات من العمل المضني إلى أن نجحوا مرة جديدة في إعادة البث إذاعيا وربطه بالموجة التلفزيونية.
وفي تلك اللحظات شاهد الكويتيون المذيعين يوسف مصطفى وسلوى حسين يقرآن أهم الأخبار وكان أبرزها وصول أمير البلاد آنذاك الشيخ جابر الأحمد وولي العهد الشيخ سعد العبدالله إلى الأراضي السعودية كما تم بث تسجيل هاتفي للشيخ سعد يحث أهل الكويت على الصمود.
واستمر استديو الدسمة بالعمل لمدة يومين الى أن كشف المحتل محطة الإرسال التي كان الإعلاميون الكويتيون يستخدمونها للبث في جزيرة فيلكا.
ولم تقف عزيمة الإعلاميين الكويتيين عند ذلك الحد بل قرروا الاستمرار في بث صوت بلدهم الذي فاجأته تلك المحنة فانطلق فريق منهم إلى منطقة الخفجي في المملكة العربية السعودية حيث أطلقوا صوت الإذاعة الكويتية لتخاطب الكويتيين الصامدين في الداخل فترفع من معنوياتهم وتقوي من عزائمهم ثم جرى تجهيز الإذاعة السعودية القديمة في الدمام لتكون مقرا لإذاعة دولة الكويت بدلا من الخفجي.
وبالإضافة إلى محطة الإذاعة تم بث رسالة يومية من السعودية باسم تلفزيون الكويت موجهة إلى الشعب الكويتي الصامد في الداخل والمرابط في دول مجلس التعاون.
وكانت الرسالة اليومية تسجل في استديوهات التلفزيون السعودي بالرياض ثم ترسل عبر الأقمار الصناعية الى دول الخليج ليتم بثها بعد نشرات الأخبار التلفزيونية الرئيسية مباشرة حسب الاتفاق الذي تم بين وزراء إعلام دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي تلك الفترة تم تأسيس المركز الإعلامي الكويتي في القاهرة بقرار من رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الذي كان وزيرا للإعلام في ذلك الوقت وتولى المركز إنتاج العديد من المطبوعات والوثائق والبرامج التي أثرت نشاط الإذاعة الكويتية في الدمام.
ولم تكن وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمنأى عن ممارسات قوات الاحتلال الذي سارع إلى السيطرة على مبنى الوكالة واعتقال المتواجدين فيه بالإضافة إلى إفراغ الوكالة من جميع محتوياتها قبل تدميرها.
إلا أن جميع تلك الممارسات التي طالت (كونا) لم تقف حائلا في إسكاتها إذ واصلت العمل من خلال مكتبها في لندن الخبر وتم إعلام كافة الوكالات العربية والعالمية أن المقر الرئيس لوكالة الأنباء الكويتية أصبح في العاصمة البريطانية.
وما إن استأنفت (كونا) عملها بدأت في إعادة بناء جهاز فني وبشري قادر على القيام بالعمل الإخباري في وقت فقدت فيه الكويت وسائطها الإعلامية وبدأت بتزويد مشتركي الوكالة بالأخبار عن طريق الفاكس وإعادة نسج شبكة المكاتب الخارجية وتوفير كوادر إدارية وفنية ومهنية للوكالة خارج الكويت وكان التعميم الأول الذي صدر عن إدارة الوكالة إلى جميع مكاتبها ومراسليها في الخارج هو الاستمرار في العمل وتكثيف الجهود والطاقات في هذه المرحلة لخدمة قضية الوطن.
وبعد الإعلان عن نية عقد مؤتمر شعبي كويتي في جدة في 13 أكتوبر 1990 قررت (كونا) أن تبدأ إرسالها الكامل من خلال الكوادر الوطنية لها من العاصمة البريطانية لندن عبر شبكتها الجديدة وليتزامن هذا الإرسال مع انعقاد المؤتمر.
كما أعيد بث خدمة (كونا) باللغة الإنكليزية بالإضافة إلى اللغة العربية بغية الانتشار الإعلامي والسياسي ومتابعة تغطية النشاط الرسمي والشعبي.
ولم يقتصر دور الإعلام الكويتي في مواجهة الغزو على المؤسسات الرسمية فقط بل شهدت تلك الفترة الصعبة تكاتفا وتعاضدا من أبناء الكويت وخاصة ممن كان في الداخل يقاوم قوات الاحتلال إذ ساهم الكثيرون منهم في عمل النشرات الصحفية.
وعلى الرغم من أن تلك النشرات والصحف ذات إمكانيات بسيطة ومتواضعة ومحدودة ولا تتجاوز أقلاما وأوراقا وآلة تصوير إلا أنها صدرت بإرادة الشباب الكويتي وعزيمتهم.
وكان ميلاد أول نشرة صحفية كويتية في أثناء الاحتلال هي نشرة الصمود الشعبي ثم أخذت تظهر عدة نشرات منها الحق ـ أحرار الكويت ـ المرابطون ـ الثبات ـ الصباح ـ التحدي ـ القبس.
وقد أعدت تلك النشرات بمشاركة مجموعة كبيرة من الشباب الكويتي المثقف والمطلع فكان منهم الطبيب والمهندس والعسكري والطالب والمدرس وغيرهم الكثير من المخلصين لهذا البلد.
وتطوع العديد من أبناء البلد بتعليق النشرات في المساجد ونقلها وتوزيعها على المواطنين رغم المخاطر التي كانوا يتعرضون لها والتي كانت تصل عقوبتها إلى الإعدام.
أما محتوى هذه النشرات ومضمونها فقد كان عبارة عن نقل أخبار للمواطنين سواء كانت في الشؤون السياسية المحلية أو العالمية أو الشؤون الاجتماعية أو الاستهلاكية إضافة إلى أهم التعليمات والتوجيهات والإرشادات التي تهم المواطنين وتفيدهم.
ونجحت النشرات الصحفية في أن تحل محل الصحافة المحلية التي أجبرتها الظروف على التوقف داخل البلاد واتجاه بعضها للصدور من الخارج دفاعا عن قضية الكويت العادلة ولعل من أبرز تلك الصحف القبس الدولي وصوت الكويت في لندن والأنباء في القاهرة والسياسة في جدة.
وأدت جميع الجهود المشتركة للإعلام الكويتي على اختلاف وسائله في إيصال الصوت الكويتي داخل البلاد وخارجها وفضح ممارسات الغزو وحث المواطنين على الصمود والمقاومة إلى أن أشرقت شمس الحرية مرة جديدة.