قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني "ان على الشعب اليمني أن يدرك حجم الخطر الداهم الذي تمثله مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الايراني، بتصرفاتها غير المسؤولة".
تعادل المنتخب القطري مع نظيره الاماراتي، بهدف لكل منهما في ثاني مباريات بطولة كأس الخليج في نسختها الـ٢٦ وذلك في المباراة التي جمعتهما على ملعب جابر مبارك الحمد الصباح ضمن منافسات المجموعة الأولى.
اليوم الوطني الـ 45 .. الإمارات أيقونة التطور وأعجوبة الأمم
[01/12/2016 07:42]
أبوظبي ـ وام ـ سبأنت
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة غد الجمعة بذكرى اليوم الوطني الـ 45 وسط انجازات حضارية عملاقة ومتواصلة نحو مزيد من التقدم والازدهار والنماء لتتبوأ بين أمم الأرض أعلى المراتب وتسهم في خدمة الإنسانية بقيادة رشيدة تعمل بجد وتفان وتسير بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع .
ويستعيد أبناء الإمارات ذكرى اتحاد بلادهم على يد المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وهم يعيشون واقعا جديدا خطط له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" حافلا بالمشروعات الإصلاحية بدءا بالتركيز على بناء الإنسان وإصلاح التعليم والقضاء وتطوير البنى التحتية مرورا بالإصلاح الاقتصادي وصولا إلى بناء مجتمع متماسك عماده الوحدة الوطنية.
ومثلما يستلهم الإماراتيون من ذكرى الاتحاد همة وعزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي وطنا وشعبا وأمة يقف العالم وقفة تأمل وإعجاب وشاهد على تاريخ هذا الكيان الشامخ والمجبول على تخطي الصعاب والعوائق والتغلب على كل التحديات بفضل الإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه .
وتحتفل الإمارات في الثاني من ديسمبر من كل عام باليوم الوطني لقيام الاتحاد وتأسيس الدولة التي قاد مسيرتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" مؤسس الدولة ومعه إخوانه حكام الإمارات السبع الذين أدركوا ببعد نظرهم أن قوتهم تكمن في اتحاد إماراتهم في كيان واحد يعود بالنفع والفائدة على أنحاء البلاد وسائر العباد وأن الاتحاد هو السبيل لحفظ أجيالهم وتطوير دولتهم وبه تشق الدولة طريقها نحو التقدم والرقى بخطى ثابتة فخطت الإمارات خطوات النجاح والازدهار بسياسات حكيمة انتهجها المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
واستمرت هذه السياسة الحكيمة بعد وفاته ليستمر على نهجه ويسير على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" فكان خير خلف لخير سلف فاستمر على النهج القويم الذى رسمه وخطه المغفور له الشيخ المؤسس .. فكان القائد الذى يتطلع دائما لتقدم بلاده ورقي شعبه .
وبفضل تلك السياسات الناجحة أصبحت الإمارات من أوائل الدول التي يتمتع فيها الفرد بأعلى مستوى دخل سنوي وأصبحت قبلة الاستثمار التي يقصدها كل من أراد أن يشق طريقه نحو النجاح والتميز من كل أرجاء العالم وذلك بسبب السياسات والإجراءات الاقتصادية التي اعتمدتها الدولة والتي سهلت بدورها دخول المستثمرين السوق التجاري العالمي عبر بوابة الإمارات .
واليوم .. تحتفل الإمارات قيادة وشعبا بهذه المناسبة العزيزة ابتهاجا وفخرا بما سطره الآباء والأجداد ليعود بالنفع على الأحفاد والأجيال القادمة .
ويشارك المقيمون من أكثر 200 جنسية على أرض الإمارات الطيبة أهل الإمارات فرحتهم وتلهج ألسنتهم بالدعاء للإمارات وقيادتها ويقدمون تهنئة من القلب للإمارات قيادة وشعبا ويباركون لهم الاحتفال باليوم الوطني لقيام الاتحاد ويدعون الله أن يديم فرحتهم ويصون بلدهم وينعم بالأمن والأمان على ربوع إماراتهم .
ويعد الثاني من ديسمبر من أبرز الأيام في مسيرة نهضة الإمارات التي تنطلق بقوة وطموح نحو غاياتها المنشودة التي حددها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة /حفظه الله/ ويشرف عليها أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ويتابعها عن كثب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
ومن المؤكد أن يوم الثاني من ديسمبر عام 1971 أخذ مكانه في ذاكرة التاريخ الإماراتي إذ شهد خطوات عديدة وبالغة الأهمية على صعيد ترسيخ الدولة العصرية ومنه انطلقت مرحلة البناء الشامخة لنهضة الإمارات وكان عنوان ملحمة أشبه بالمعجزة قادها بحكمة واقتدار المؤسس الكبير الراحل الشيخ زايد الذي نذر نفسه وسخر كل الإمكانات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة والعزة للمواطنين والمقيمين على حد سواء .
**يوم وفاء الأبناء للآباء المؤسسين**
إن ذكرى اليوم الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات تحمل في طياتها العديد من المعاني الطيبة والعميقة التي تنطوي عليها تلك المناسبة الغالية على قلوب أبناء الإمارات جميعا .. فهي تأتي تعبيرا عن الهوية الوطنية الراسخة قوية الأسس والبنيان التي وضع أسسها الآباء المؤسسون في قصيدة تلاحم وتحد للصعاب كانت ولا تزال معبرة عن رؤية ثاقبة وعزيمة صادقة وتجربة ناجحة يفتخر بها أبناء الإمارات بالأمس واليوم وغدا .
وتحتفل الإمارات يوم 2 ديسمبر من كل عام لتقف على مسيرة من البناء والتحديث التي أسسها الآباء وشيوخها الحكماء منذ عهد المؤسس الراحل حيث شكل كيان هذا البلد الخليجي الفاعل والمؤثر رغم الهدوء الذي تتسم به سياساته الخارجية والداخلية وسار على دربها الإماراتيون .
إن تجربة الإمارات في الاتحاد والتنمية والتطور في المجالات كافة باتت نموذجا يحتذى وملحمة تستلهم منها الشعوب النامية وسائل النجاح وتخطي الصعاب كما تنظر إليها الدول المتقدمة الكبرى في العالم كله نظرة احترام وتقدير وإعجاب .
لقد أكرم الله الإمارات برجال تميزوا بصلابة العزيمة وقوة الإرادة وحسن النوايا وصدق القول والعمل فجاءت الثمار الطيبة التي يجنيها المجتمع اليوم نتاجا لغرس أولئك الرجال ومن سار على دربهم من بعدهم .. لقد كان النهج الذي خطه القائد المؤسس الشيخ زايد مع إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات هو التمسك بأن الاتحاد قوة وبأن شعب الإمارات يملك طاقات وكفاءات هائلة تحتاج إلى تكاتف وتعاضد وتماسك فيما بينهم .
لقد امتلك أولئك القادة ما يحتاج إليه مشروع الاتحاد من رؤية عميقة وإرادة قوية وصورة واضحة لما هم مقبلين عليه فأدركوا أن الإنسان هو الهدف وهو الغاية وهو المورد الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه فكان لابد من إعداد الإنسان الإماراتي ليكون هدفا للتنمية مثلما هو غايتها العظمى .
وعلى مدى سنوات ارتفعت صروح دولة عصرية راسخة تستمد قدرتها من علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين الحاكم والمحكوم ومن رؤية واضحة ودقيقة تؤمن بان الإنسان الإماراتي هو هدف التنمية وفي نفس الوقت أداتها وصانعها .
**الطائرة "سولار امبلس2"**
مسلسل الإنجازات في الإمارات لا يتوقف أبدا وحققت الإمارات في عام 2016 أول إنجاز عالمي بإقلاع وهبوط الطائرة "سولار امبلس2" في أبوظبي منهية رحلة تاريخية حول العالم بعد إقلاعها من أبوظبي وهي تعمل بواسطة الطاقة الشمسية في أول رحلة لها حول العالم من دون قطرة وقود بهدف تشجيع الاعتماد على موارد الطاقة النظيفة .
واجتازت الطائرة في رحلتها حول العالم مسافة 35 ألف كيلومتر خلال خمسة أشهر أما أيام التحليق الفعلي فكانت حوالي 25 يوما .
**الإمارات الأولى خليجيا وعربيا والثامنة عالميا في مؤشر الخدمات الإلكترونية والذكية**
في 2 ديسمبر من كل عام يتوقف الإماراتيون لمراجعة مدى تمسكهم بنهج المؤسس الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وتنفيذهم رؤيته عندما أعلن المؤسس انطلاق مسيرة النهضة الإماراتية وبدء مرحلة جديدة في بناء الإمارات الحديثة وذلك ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الموروث الوطني الذي يعتز به الإماراتيون ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع نبض العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته والاستفادة من مستجداته في شتى ميادين الحياة ومجالات التنمية .
ومن هذا المنطلق احتلت الإمارات المركز الأول خليجيا وعربيا وعلى مستوى غرب آسيا ككل في مؤشر الخدمات الإلكترونية فيما حققت المركز الثالث آسيويا والثامن عالميا ضمن استبيان تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة لعام 2016 .
وتقدمت الإمارات أربعة مراكز من حيث تحصيلها في قيمة المؤشر الخاص بالخدمات الإلكترونية والذكية ضمن استبيان تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية حيث بلغت قيمة ما حققته الدولة في هذا المؤشر 0.8913 نقطة ما يجعلها في المركز الثامن عالميا مع جمهورية أستونيا من حيث قيمة ذلك المؤشر الذي يعد مكونا أساسيا من مكونات المؤشر الكلي لتنمية الحكومة الإلكترونية .
بهذه النتيجة تحافظ الإمارات على ريادتها الإقليمية في مؤشر الخدمات الإلكترونية متصدرة المركز الأول خليجيا وعربيا وعلى مستوى منطقة غرب آسيا ككل فيما تحتل المركز الثالث آسيويا والثامن عالميا .
**التطور التكنولوجي والابتكار**
أما في محاور "جهوزية قطاع التكنولوجيا" و"نضوج قطاع الأعمال" و"التعليم العالي والتدريب" فقد حققت الإمارات المركز الأول عالميا في مؤشر "الإنفاق الحكومي على التقنيات الحديثة" والمركز الثالث عالميا في مؤشر "الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا إلى الدولة" كما حققت الدولة المركز الرابع عالميا في مؤشر "توصيل الإنترنت إلى المدارس" والمركز الخامس عالميا في مؤشر "توفر العلماء والمهندسين" في الدولة وفق أحدث إصدار لتقرير التنافسية العالمية 2016 .
وحافظت الإمارات على المركز الـ 12 عالميا في مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمي وفقا لنتائج مؤشر الابتكار العالمي 2016 وكانت الدولة حققت المركز الأول عربيا والـ41 عالميا من حيث أدائها الشامل في مؤشر الابتكار العالمي .
ويعتبر مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي حققت الإمارات ضمنه المركز الـ 12 على مستوى العالم أول المؤشرات المستهدفة ضمن المؤشر الرئيسي الذي يعرف بمؤشر البنية التحتية أحد المؤشرات الرئيسة السبعة التي يستند إليها تقرير الابتكار العالمي عند قياس مستوى الابتكار في كل دولة .
ويشمل مؤشر البنية التحتية العديد من المؤشرات الفرعية الأخرى أهمها مدى وصول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذي تقدمت فيه الدولة من المركز الـ 31 عالميا العام الماضي الى المركز الـ 26 عالميا العام الجاري كما يشمل المؤشر مدى الاستخدام لتكنولوجيا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي تقدمت فيه الدولة من المركز الـ21 عالميا العام الماضي إلى المركز
الـ20 عالميا العام الجاري فيما حافظت الدولة على مركزها الـ 12 و13 عالميا في مؤشر الخدمات الإلكترونية الحكومية ومؤشر المشاركة الإلكترونية على التوالي .
الجدير بالذكر أن الإمارات حجزت مواقع ريادية في العديد من المؤشرات العالمية حيث تبوأت مؤخرا ريادة الدول العربية في مؤشر الجاهزية الشبكية ومؤشر الخدمات الحكومية الالكترونية كما تقدمت من المركز الـ 40 إلى المركز الـ38 في نطاق المستوى العلوي ومن المركز الـ50 إلى المركز الـ45 في النطاق العلوي لرمز الدولة وذلك ضمن مؤشر الابتكار العالمي نفسه .
**الإمارات تحقق المركز الأول إقليميا والـ16 عالميا في التنافسية العالمية 2016**
تشكلت هذه الدولة على يد الشيخ زايد "رحمه الله" ورؤيته الثاقبة لكنها ازدهرت بجهود العديد من ابناء الدولة الذين مضوا في نهجه لتصل إلى ما هي عليه اليوم .
وكانت رؤية رجل واحد هي حجر الأساس الذي بنيت عليه الإمارات وتحولت إلى دولة رائدة والى دولة الاعجاز واعجوبة الامم وسطرت قصة نجاح أبهرت العالم .
وفي أحدث تقرير للتنافسية العالمية 2016 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" حققت الإمارات المركز الأول إقليميا والـ16 عالميا في التنافسية العالمية .
وفي محور المؤسسات جاءت الإمارات في المركز الأول عالميا في مؤشر "غياب تأثير الجريمة والعنف على الأعمال" والمركز الثاني عالميا في كل من مؤشر "ثقة الشعب في القيادة" ومؤشر "قلة التبذير في الإنفاق الحكومي" والمركز الثالث عالميا في مؤشر "قلة عبء الإجراءات الحكومية" وهو ما يعكس نجاح إستراتيجية القيادة الرشيدة والخطوات الثابتة المتخذة نحو تحقيق الأداء العالي والكفاءة في العمل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي بما يضمن سعادة ورفاه المواطنين والمقيمين على أرض الدولة الطيبة .
ويعد تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في سويسرا من أهم التقارير العالمية ويصدر منذ عام 1971 ويهدف إلى مساعدة الدول حول العالم على تحديد العقبات التي تعترض النمو الاقتصادي المستدام ووضع الاستراتيجيات للحد من الفقر وزيادة الرخاء ويقيم قدرتها على توفير مستويات عالية من الازدهار والرفاهية لمواطنيها ويعد من التقارير التي توفر تقييما شاملا لنقاط القوة والتحديات لاقتصادات الدول .
**الإمارات نموذج عالمي في التعددية**
وتعتبر اليوم الإمارات النموذج العالمي رقم "1" في مستوى الانفتاح الحضاري والتعددية حيث تتألف من وجوه أتت من مختلف بقاع الأرض وأحضرت معها كفاءات مميزة وثقافات متنوعة وشخصيات مختلفة تعيش مع بعضها البعض وبجوار بعضها البعض لكنها تعمل بروح واحدة لبناء الوطن والمضي قدما نحو قمة الازدهار والنمو .
وقد ترجمت الإمارات إيمانها هذا بالعمل على نشر ثقافة الانفتاح وإشاعة مفاهيم الصداقة وقبول واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة التي توفر للشعوب فرص الانصراف إلى بناء الأوطان والمجتمعات وتأمين العيش الكريم .
ان دولة الامارات اليوم هي بلا شك قلب العالم الواقع في الشرق الاوسط ويتمثل ذلك في شعبها.. شعب الامارات الذي كان نجاحه ولا يزال اليوم وسيستمر في المستقبل بفضل روح الاتحاد والجهود الجماعية .
وبينما تعاني المنطقة العربية من هجرة الأدمغة كانت الإمارات سباقة في استقطاب واحتضان أفضل العقول من كافة أنحاء العالم .. ورسخت مفهوما جديدا أطلق عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" اسم "الهجرة المعاكسة للعقول" .
ومنذ تأسيس الإمارات وإلى هذا اليوم تضاعف عدد سكانها أكثر من 30 مرة وما زالت منفتحة وتستقبل المزيد فالإمارات هي مقصد للمبدعين والمتميزين من جميع أنحاء العالم .
**الإمارات الأولى إقليميا والثالثة عالميا في مؤشر التسامح**
ولطالما لعبت الإمارات دورا رائدا وعالميا في ميادين الحوار واحترام الثقافات والأديان دون تمييز إضافة إلى الدور الحيوي إقليميا ودوليا والذي تضطلع به في نبذ العنف والتطرف والكراهية والعصبية وازدراء الآخرين .
واحتلت الإمارات المركز الأول إقليميا والثالث عالميا في مؤشر التسامح المدرج ضمن منهجية تقرير الكتاب السنوي العالمي لعام 2016 الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا بمناسبة اليوم العالمي للتسامح .
وأظهر التقرير تقدم الإمارات بخمسة مراكز عن ترتيب العام السابق وتقدمها على العديد من الدول التي تعرف بأنها مثال للتسامح مثل كندا وهولندا ونيوزيلندا وسنغافورة والسويد .
وهذا التصنيف العالمي يعكس مدى التسامح والتفاهم والانفتاح الذي ينعم به جميع من يعيش على أرض الإمارات الطيبة حيث إن تعايش أكثر من 200 جنسية في الدولة تنعم بالتفاهم والتقبل لفكر وثقافة الآخر والتقدير والاحترام في ما بينها جعل الدولة حاضنة وواحة أمان لعديد من الثقافات المختلفة التي لا ترغب إلا في العيش في سلام ورخاء .
**السياسة الخارجية.. مكانة مرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية**
وتحتفل الامارات بيومها الوطني بعد ان مر عليها عام مفصلي حفل بالكثير من التطورات الداخلية والخارجية.. عام يبين في مجمله ان الإمارات تضرب أروع الأمثلة في البقاء جسدا واحدا حاكما ومحكوما .. عام شهد عملا متواصلا ومتنوعا ودؤوبا في شتى المجالات والميادين وتميز بسجل حافل من الحكمة والاعتدال في جميع القرارات والتحركات والنشاطات سواء الداخلية أو على المستوى الخارجي .
ويحق للإمارات وهي تستعد للاحتفال باليوم الوطني الخامس والأربعين أن تفخر وتزهو بما حققته من إنجازات خارجية بفضل قيادة رشيدة تتحرك في علاقاتها مع مختلف دول العالم ومؤسساته وفق سياسة خارجية تستند إلى مبادئ راسخة محورها العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ومساندة الحق ونصرة المظلوم واعتماد الحوار أداة لتسوية الخلافات واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية .
واستنادا إلى تلك المبادئ اتخذت الإمارات مواقف مشرفة واضحة تجاه الأزمات والتحديات والهموم التي تواجهها المنطقة والعالم الأمر الذي عزز مكانتها المرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية بفضل ما تمتلكه من عناصر القوة الشاملة "السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والاجتماعية والثقافية" بات من الصعب إن لم يكن من المستحيل اتخاذ أي قرار أو خطوة بشأن تلك الأزمات والتحديات من دون استشارتها أو استطلاع رأيها ومعرفة موقفها وخاصة أنها أثبتت أنها دائما تملك نظرة ثاقبة للأحداث ولديها القدرة على التحرك السليم واتخاذ المواقف الصحيحة .
والدليل على ذلك كم الزيارات التي يقوم بها كبار المسؤولين من مختلف دول العالم والمنظمات الدولية للإمارات وحرصهم على الالتقاء بقيادتها الرشيدة والاستماع لآرائهم ومعرفة مواقفهم ليس بشأن أزمات المنطقة وقضاياها فقط وإنما بشأن مختلف القضايا والأزمات العالمية أيضا ولاسيما أن الدولة تلعب دورا محوريا في معالجة مثل هذه الأزمات والقضايا .. وهو ما يتجلى بوضوح في مساهمتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومشاركتها في مواجهة الكوارث الطبيعية التي تحل بأي دولة في مختلف أرجاء العالم وحرصها على الوجود في مختلف المناسبات والفعاليات الدولية التي تتعامل مع التحديات والأزمات العالمية المتعلقة بالمناخ والبيئة وغيرها .
وفي دلالة واضحة على مشاركة الإمارات في مواجهة التحديات والأزمات العالمية احتلت المرتبة الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية قياسا إلى دخلها القومي الإجمالي على مدى الأعوام الأخيرة وذلك بحسب لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية .. كما تشارك الإمارات دول العالم ومؤسساته في مواجهة الأزمات والقضايا الدولية .. كما أنها لم تتردد أبدا في الإسهام بفاعلية في مواجهة الأزمات والقضايا التي تتعلق بالمنطقة حيث يؤكد موقفها من قضية الإرهاب وأزمة اليمن على وجه الخصوص أنها تتحرك من أجل تحقيق الاستقرار وحفظ الأمن ونصرة المظلوم ومساندة الحق والشرعية .
وتعزيزا لمكانة الإمارات ودورها سعت القيادة الحكيمة الى المساهمة بفعالية في مختلف الانشطة السياسية وكرست حضورها العملي في العديد من المؤتمرات والمنتديات الخليجية والعربية والاسلامية والدولية بوصفها عضوا اساسيا في المنظمات والمجالس الاقليمية والعالمية وسجلت الإمارات بدبلوماسيتها الفاعلة والنشطة نجاحات ملفتة في عالم السياسة الاقليمية والدولية مجسدة دورها في تعزيز علاقات الاخوة والشراكة والتعاون مع الدول الاعضاء في المجلس ودول العالم قاطبة .
**سياسة الانفتاح وعلاقات دبلوماسية مع 189 دولة**
إن سياسة الانفتاح على العالم جاءت نتيجة طبيعية للانفتاح والانسجام الداخلي الذي انعكس بدوره على السياسة الخارجية للإمارات والتي عنوانها المودة والاحترام والإرادة المشتركة للنجاح وتحقيق الازدهار مما عزز من دورها ومكانتها العالمية واستطاعت أن تصبح مركز جذب للجميع .
وسياسة الإمارات الخارجية المبنية على الإيجابية وبناء جسور التعاون بين أبناء الإمارات ومختلف شعوب العالم أسهمت في تعزيز قدرة الدولة على استقطاب الأفضل من شتى أنحاء العالم لبناء مستقبل مشرق .
وتمكنت الإمارات من تكوين صداقات مع مختلف شعوب العالم ولها علاقات دبلوماسية تمتد اليوم إلى أكثر من 189 دولة حول العالم .
ونجحت في تكريس علاقات دبلوماسية متينة مبنية على الاحترام المتبادل مع دول العالم.. فاليوم ارتفع عدد سفارات الدولة في الخارج إلى 82 سفارة و 18 قنصلية إضافة إلى أربع بعثات دائمة والتي تؤدي دور أساسي في تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بينها وبين الأصدقاء والأشقاء وبناء علاقات تجارية واقتصادية وسياسية وثقافية متينة .
بينما بلغ عدد السفارات الأجنبية لدى الدولة 110 سفارة و 73 قنصلية عامة و 15مكتب تابع للمنظمات الإقليمية والدولية .
كما انها نهضت بدور ايجابي كامل التبعات والمسؤوليات سواء من خلال الاستضافة والمشاركة في مختلف المؤتمرات واللقاءات الدولية فكان لها حضورها البارز على صعيد قضايا المنطقة والعالم حيث استقبلت هذا العام العديد من قادة الدول العربية والاسلامية والاجنبية وشاركت بفعالية في اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي وبذلت جهودها من اجل تطوير العمل الاسلامي الموحد دعما لقضايا الامة وبذات الحماس الذي شاركت فيه بالمؤتمرات الاقليمية والعربية والاسلامية سجلت حضورا مؤثرا في المؤتمرات الدولية وتوجتها بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي على رأس وفد رفيع المستوى ومشاركته في افتتاح الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاءات سموه على هامشها مع اغلب قادة وزعماء دول العالم الاعضاء بالأمم المتحدة .
ولاشك ان علاقات الإمارات الدولية مع المنظمات والهيئات ومختلف الدول تتسم بالتعاون والتنسيق والمشاركة في تحقيق الاهداف السامية للبشرية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
ولأن الإمارات تستمد سياستها الخارجية من اعراف وتقاليد وقيم ومبادئ راسخة لديها فهي تقيم علاقاتها مع جميع دول العالم ومنظماته على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل القائم على سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها واحترام حقوق الانسان والحريات والديموقراطية والمصالح المشتركة فقد حظيت باحترام وتقدير المجتمع الدولي بمختلف دوله وهيئاته.. وهي في ذكرى يومها الوطني تستذكر باعتزاز ما بناه المؤسس الشيخ زايد من علاقات متينة ووثيقة مع الجميع في هذا العالم بما وضعها في مصاف الدول الهامة ذات المكانة المرموقة .
منذ أكثر من أربعة عقود ونيف شهدت الإمارات ولاتزال طفرة نوعية أخرجتها من حالة العزلة وارتقت بها إلى مصاف الدول العصرية والحديثة وذلك بفضل حقيقة آمنت بها ووضعتها وفق رؤيتها الاستراتيجية المستقبلية للتطوير والتحديث وهي توفير مناخ من الأمن والسلام والاستقرار ودعم علاقاتها الخارجية .
وفي هذا السياق يصف خبراء السياسة الخارجية الإمارات بأنها تتميز بـ "الحياد" وعدم التدخل فقلما أقحمت نفسها في المشاكل والقلاقل التي تعصف بالمنطقة والعالم وهذا الخيار لا يعني أنها آثرت العزلة كما يقول البعض بل هو نتاج النهج العقلاني الذي تستقي منه السياسة الخارجية الإماراتية أصولها في تقييم الأمور بحكمة وموضوعية بعيدا عن الانفعال أو الاستعجال إزاء ما يستجد أو يستفحل من أحداث سياسية سواء كان الحدث محليا أو عربيا أو على المستوى العالمي .
وبهذه الرؤية الواضحة والعميقة أسست الإمارات علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء كدولة سلام تسعى دوما إلى حل الخلافات بالحوار الإيجابي والطرق السلمية وإلى بذل كل ما تستطيع من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في محيطها ولأنها كسبت صداقة الآخرين وثقتهم كقيادة ودولة فإن جهودها الخيرة ومساعيها كثيرا ما نجحت في تقريب المواقف وتجاوز الخلافات بين الأشقاء والأصدقاء في المنطقة وخارجها وهو ما أكسب الإمارات مزيدا من التقدير على كافة المستويات .
ووفق هذا النهج فقد ظلت الإمارات خارج الانقسامات السياسية التي طالما دبت في المنطقة لأنها وضعت تحقيق المصالح الإماراتية في المقدمة مما مكنها من الحفاظ على سياسة خارجية مرنة للغاية وبناء شبكة واسعة من التحالفات والعلاقات الخليجية والعربية والدولية .
**حرص إماراتي على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي**
وبروح لا تعرف الكلل واصلت قيادة الإمارات ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" والى جانبه كبار مسؤولي الدولة مساعي الخير والتواصل والتعاون مع مختلف الدول العربية انطلاقا من ثوابت مبدئية آمنت بها الإمارات وتبنت من اجلها قضايا الامة العربية واماني شعوبها فكان دعمها لهذه الشعوب بلا حدود فضلا عن تقديمها كل اشكال المساعدة بالمساهمة الفاعلة في دعم اقتصاد العديد من الدول العربية والقيام بجهود حثيثة لحل اشكالات ونزاعات قائمة على الساحة العربية والدولية .
ومعروف لدى الأسرة الدولية حرص الإمارات على دعم الأمن والاستقرار في دول المنطقة والحفاظ على الأمن القومي العربي والتصدي لخطر الإرهاب الذي أصبح يمثل تهديدا لجميع دول العالم من دون استثناء .
ودائما تبادر الإمارات إلى التضامن مع الدول العربية في مواجهة ظاهرة الارهاب وتدعو إلى تعزيز التعاون لمواجهة التطرف الذي يقف وراء هذا الإرهاب ويغذيه وتعمل على تعزيز قيم الوسطية والانفتاح والتسامح والتعايش بين الشعوب والثقافات المختلفة باعتبارها مدخلا مهما في المواجهة الفاعلة للفكر المتطرف .
وتقف الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" إلى جانب مصالح الشعوب العربية في التنمية والأمن والاستقرار والتقدم وهذا هو المحرك الأساسي لسياستها تجاه الدول العربية منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ولهذا تؤكد دوما أنها ستظل سندا للأشقاء العرب في مواجهة قوى التطرف والإرهاب والمشاركة بفاعلية في أي جهد إقليمي ودولي يحقق هذا الهدف .
هذا وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة خلال مايو الماضي عن هذا المعنى بوضوح حينما قال " برز دور قواتنا المسلحة الباسلة وظهرت ثمار تطويرها والجهد الكبير الذي بذل في هذا التطوير على مدى سنوات طويلة من خلال الدور البطولي الذي قامت - وتقوم به - في حماية المصالح الوطنية العليا وتحقيق أهداف السياسة الخارجية الإماراتية ومد يد العون للأشقاء والدفاع عن منظومة الأمن القومي العربي في مواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية العربية والتصدي لقوى التطرف والإرهاب وإجهاض خططها ومشروعاتها الشريرة " .
ولم تتوان الإمارات يوما في الانضمام إلى الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب ومكافحته بل وإلى جانب إطلاقها عددا من المبادرات المحلية التي تواجه الإرهاب شاركت في المبادرات والفعاليات الدولية التي تسعى إلى مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.. ولم تكتف بذلك وإنما أسهمت في التحالف الدولي أيضا لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي ويسعى إلى نشر الفوضى والخراب وذلك من خلال ما يقوم به من عمليات إرهابية حتى أنه لم تعد هناك دولة آمنة من هذا الخطر أو بعيدة عنه .
كما ان مشاركة الإمارات في التحالف العربي في اليمن جاءت انعكاسا واضحا لأحد المبادئ الراسخة التي تقوم عليها سياستها الخارجية وهو نصرة المظلوم ومساندة الحق ودعم الشرعية وقد سعت من خلال هذه المشاركة إلى مساندة الشعب اليمني الشقيق واسترجاع حقوقه وإعادة حكومته الشرعية ونشر الأمن والاستقرار فيه.. وبرغم استشهاد كوكبة من خيرة شباب الإمارات دفاعا عن الحق والواجب تبدي الدولة تصميما على المضي قدما في طريقها من أجل إعادة الحق إلى أصحابه .
وعبرت الإمارات عن تضامنها القوي مع مصر في مواجهة الإرهاب وهو توجه ثابت في السياسة الخارجية الإماراتية وينسجم مع مواقفها كدولة مسؤولة في محيطيها الإقليمي والدولي وهي التي تستهدف دعم الأمن والاستقرار في دول المنطقة والمساهمة بصورة إيجابية وفاعلة في مواجهة التحديات التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم حيث تدرك الإمارات أن التطرف والإرهاب يشكلان التهديد الرئيسي الذي يواجه الدول العربية مجتمعة وخاصة في هذه المرحلة التي تتنامى فيها قوى التطرف والإرهاب والتي تسعى إلى إشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في الدول العربية .
**كوكبة من الشهداء الأبطال**
وإذا كانت الإمارات بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي يحتفيان هذه الايام بذكرى اليوم الوطني فإنها لا تنسى من ضحى من اجلها وعزاءها انها تتطلع الى المستقبل بروح من الامل والتفاؤل يد تخطط ويد تبني بحيث تحولت البلاد الى خلية نحل من العمل على طريق تحقيق رؤية الإمارات التنموية ووضعت نصب عينيها مواطنها الذي عليه تعول في ورشة العمل والانجاز .
وحصادها من الانجازات على مختلف الصعد يتحدث عن نفسه على ارض الواقع ولسان حالها يقول للشعب إن بين الولاء والانتماء قاسم مشترك عنوانه تحمل المسؤولية وإدراك الواجب ومعرفة الحقوق وممارسة الحرية عند حدودها القانونية والانسانية وفوق هذا وذاك وضع الوطن في صميم الافتداء وتغليب مصلحته على كل مصلحة والوعي بكل هذه المعاني انسانيا واخلاقيا يعني مفهوم المواطنة بأبعادها القيمية المتمثلة أولا وآخرا في ان خدمة الوطن شرف لايدانيه شرف .
وقد ضحى ابناء الإمارات بأرواحهم الطاهرة وارتقوا إلى العلا في اليمن الشقيق ولم تهتز صلابة المواطنين الإماراتيين وايمانهم بالله وبوطنهم خلال استقبالهم خبر استشهاد ابنائهم.. بل أكدوا على استعدادهم لبذل المزيد من التضحيات في سبيل الوطن ودفاعا عن الحق والشرعية وتضامنهم مع قيادتهم وايمانهم بمواقفها التي وضعت الإنسان على الدوام على رأس سلم أولوياتها .
واستغرب العالم ذلك الموقف الرسمي والشعبي المنسجم والمتناغم والتلاحم المهيب الذي رافق استشهاد كوكبة من عشرات الجنود الإماراتيين الأشاوس خلال تأدية واجبهم الوطني في اليمن حيث تفاعلت الإمارات بكل مستوياتها الرسمية والشعبية مع هذا الحدث الكبير لتعطي من جديد صورة لأنموذج الدولة الوطنية الحضارية والتي تدرك جيدا ان قيمة الوطن من قيمة ابنائه وان تكريم شهداء الوطن بهذا الشكل والاهتمام بقضيتهم احد ابرز المهام السامية التي تقوم بها الدولة ويمثلها الشعب الإماراتي بكافة اطيافه وفئاته والذي اثبت مرة اخرى انه على مستوى المسؤولية الوطنية العالية بوقوفه خلف قيادته الحكيمة التي آلت على نفسها إلا ان تشارك في العمل الخليجي العربي المشترك لإعادة الشرعية الى اليمن واستئصال فئة المتمردين الضالة والمنحرفة .
ومع حلول اليوم الوطني الـ 45 وبما أن المواطن هو اغلى الثروات والوطن حاضن جميع ابنائه المخلصين انصب اهتمام القيادة على تعزيز معاني الولاء والانتماء لدى الانسان بتغذية وعيه الوطني سياسيا واجتماعيا وثقافيا وعليه ينطلق وعي الانسان بمواطنته الصالحة من تكريس مبدأ خدمة المجتمع وحماية مكتسباته والدفاع عن حماه ويبتدأ الامر بإدراك الواجب والمسؤولية تجاه الاخر اولا ثم اتجاه الدولة وقوانينها وسيادتها ثم الحرية المسؤولة وصولا الى المواطنة الصالحة .
**التوجه الإنساني**
آمن الشيخ زايد طيلة حياته بكرم هذه الدولة ومنحها مودّته التي انبثقت من ايمانه بالإنسانية وثقته العميقة بأن كل انسان يمتلك روح الايثار في نفسه ليهتم بالآخرين ويعطي لمجتمعه .
وما يميز التجربة الإماراتية إنسانية توجهاتها وشمولية اهتماماتها ففي أربعة عقود ونصف من المسؤولية الوطنية والإبداع المميز برز اتحاد دولة حديثة قوية تسمو بروح العدالة واحترام وحماية حقوق الإنسان في تجسيد رائع لمنظومة المثل والقيم العربية الإسلامية الحقيقية الاصيلة .
ومن هذا المنطلق واصلت الإمارات نهجها الإنساني في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية لمختلف مناطق العالم وشعوبها خلال العام 2015 حيث أظهرت البيانات الإحصائية الصادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي ان إجمالي قيمة المشاريع والبرامج التنموية والإنسانية والخيرية التي قدمتها الإمارات متمثلة في مؤسساتها الحكومية والجهات المانحة الخيرية والإنسانية منذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى يومنا هذا ناهزت 202 مليار درهم توزعت على 21 قطاعا ووصلت أكثر من 175 دولة حول العالم .
وتحرص القيادة الرشيدة على ضمان توجيه المساعدات الخارجية الإماراتية بأفضل الوسائل التي تحقق أقصى منفعة وتأثير ممكن منها ولهذا أطلقت العام الماضي العديد من المبادرات في محاولة لدعم وتعزيز تأثير المساعدات الخارجية ومن بين تلك المبادرات كان تأسيس اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية والتي تهدف إلى جمع خبرات الجهات الإماراتية القائمة على تقديم الاستجابة الإنسانية من أجل تيسير تقديم المساعدات الإنسانية للدولة والإشراف عليها وتنسيقها .
ومن بين الإنجازات المهمة الأخرى التي حققتها الإمارات أيضا حصولها على صفة عضو مشارك في لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وقد أتاحت تلك العضوية للإمارات الحصول على مقعد على طاولة المنتديات والملتقيات الدولية ذات الصلة بالتنمية وكذلك الاعتراف الدولي بها كدولة مانحة رئيسية على مستوى العالم .
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عالميا كأكبر جهة مانحة دوليا للمساعدات الإنمائية الرسمية كنسبة من الدخل القومي الإجمالي خلال العامين 2013 و2014 بعدما قدمت مساعدات بلغت قيمتها 24.40 مليار درهم وبنسبة 1.34 بالمائة للعام 2013 و18.36 مليار درهم وبنسبة 1.26 بالمائة للعام 2014 واستمرت خلال عام 2015 من ضمن أكبر المانحين الدوليين قياسا بدخلها القومي .
ويؤكد تصدر دولة الإمارات كأكبر مانح للمساعدات التنموية قياسا لدخلها القومي على مستوى العالم خلال الثلاث سنوات الأخيرة /2013-2015/ على التزام الدولة برسالتها الإنسانية العالمية وبمبادئها التي تأسست عليها وسعيها لترسيخ مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم للشقيق والصديق وقد جاء ذلك ترجمة لرؤية مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" التي قامت على مساعدة الآخرين دون تمييز على أساس من الدين أو العرق أو الهوية .
**الإمارات مصدر إلهام ومحط أنظار الساعين لارتقاء قمم المجد والتميز**
وتواصلت المسيرة الاتحادية الشامخة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" لإعلاء صروح الإنجازات والمكتسبات الوطنية التي تحققت واليوم يتمثل الشغل الشاغل لقيادة الإمارات الرشيدة في كيفية إسعاد الشعب في كل مشروع تعتمده وتطلقه .
واستطاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إدخال مصطلح جديد في تعريف الحكومة.. فالحكومات في العالم تفرض ضرائب ولكن الحكومة الإماراتية دورها يتمثل في إسعاد الشعب وكل استراتيجية توضع تنصب على فكرة السعادة .
والمؤكد ان الامارات أصبحت نموذجا رائدا يحتذى به في إسعاد شعبها وتمكينه من خلال ما تحققه من إنجازات في مختلف المجالات وحرصها على تسليح مواطنيها بالعلم والمعرفة ليقوموا بدورهم تجاه الوطن والعبور به نحو المستقبل المشرق الذي ينتظره .
وتتواصل الملحمة الوحدوية التنموية الفريدة التي تسطرها الإمارات كتجربة قل نظيرها في العالم بما حققته من إنجازات في المجالات كافة وفي زمن قياسي .
ويتواصل اعتزاز أبناء الإمارات وبناتها بقيادتهم الاستثنائية التي وعدتهم بأن يكونوا ضمن أسعد شعوب المعمورة فصدقت الوعد ومنحتهم بما تمتلكه من رؤى طموحة وبصيرة نافذة وقادرة على استشراف المستقبل قدوة ملهمة ينهلون منها أسمى قيم البذل والعطاء وأروع دروس الاجتهاد والنجاح والتشبث بالمراكز الأولى على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.. كل ذلك شكل - ولا يزال - نموذجا إماراتيا رائدا تتردد أصداء نجاحاته شرقا وغربا وبات يمثل مصدر إلهام ومحط أنظار الساعين لارتقاء قمم المجد والتميز .
ان هذه المسيرة الإماراتية التي رسم ملامحها منذ اليوم الأول لبزوغ فجر الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " بما رسخه من عقيدة إماراتية خالصة تقدس العلم والعمل وتسخر ثروات الوطن لبناء الإنسان وسعادته ماضية بخطوات ملؤها الثقة نحو تسطير فصول جديدة لا تقل ألقا من قصة نجاح دولة الإمارات الفتية وذلك في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الذي قاد انتقال الدولة من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين فعزز مكانتها كأيقونة عالمية .
ان من حق كل إماراتي أن يقف اليوم وكل يوم وقفة فخر وامتنان لما نجحت القيادة الرشيدة في تقديمه للوطن والمواطن فقد باتت الدولة على مشارف تتويجها مع حلول الذكرى الخمسين لتأسيسها في عام 2021 كواحدة من أفضل دول العالم وهو الأمر الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في رسالة إلى شعب الإمارات بمناسبة مرور عشر سنوات على تولي سموه رئاسة الحكومة تحت عنوان "عشرية الإنجاز وخمسية التحدي" حيث قال سموه: "نقف اليوم على أعتاب عشر مضت وخمس سنوات قادمة وصولا إلى عام 2021 الذي وضعنا له الكثير من الأهداف والغايات وهدفنا تصحيح المسار إن احتجنا وتكثيف الجهود إذا ارتأينا وشكر المجتهدين وتشجيع المتأخرين ويعلم الله أننا لا نريد إلا مصلحة هذا الوطن وعز وخير ونفع المواطن..
إن أرقامنا في الإمارات تشير إلى خير - برغم الأزمات المالية الدولية والاضطرابات الإقليمية - فقد ارتفع ناتجنا المحلي الإجمالي خلال 10 سنوات من 663 مليار درهم إلى 1360 مليارا وأكدنا استمرارنا في تنويع اقتصادنا بعيدا عن النفط والإمارات تتصدر دول المنطقة في أكثر من 100 مؤشر تنموي."
وان خير الوطن والمواطن هو جوهر مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الإمارات فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شدد على أن رسالته لا تقتصر على تعداد الإنجازات بل تركز أيضا على سرد التحديات موضحا سموه " أعلنا 52 هدفا رقميا في مؤشرات الأجندة الوطنية نريد الوصول إليها قبل عام 2021 وليس من عادتنا أن نجامل أحدا لأن المجاملة على حساب الوطن ليست من الوطنية ووجهنا بتشكيل الفرق التنفيذية للأجندة الوطنية وتضم 550 مسؤولا اتحاديا ومحليا وستكون تحت إشرافي ولا مجال للتأجيل أو التراخي والتاريخ سيشهد علينا جميعا ووعدنا شعبنا بتحقيق الأفضل والوعد دين ".
إن هذه الرسالة إلى شعب الإمارات جاءت لتدل على استثنائية قيادتنا الرشيدة وحكومتنا التي تعد إحدى أكثر حكومات العالم نشاطا وتجددا وابتكارا بما قدمته للعالم من وزارات مستحدثة وغير مسبوقة ولتحفيز الهمم وتقوية العزائم وتشجيع أبناء الوطن جميعا على مواصلة المثابرة ومضاعفة الجهود بغية الوفاء بالعهد للأجيال القادمة والعبور بالإمارات نحو المستقبل المشرق الذي ينتظرها .
ولعل الذكرى هذا العام تحمل في طياتها خصوصية العقود الأربعة والنصف من عمر دولة عظيمة والتي انطوت على جهد وصبر وكفاح لتحتل الإمارات المكانة المرموقة التي وصلت إليها وتكون مضرب المثل ورمز الساعين إلى تقدم أوطانهم ورفاهية وسعادة شعوبهم .
**الإمارات الأولى عربيا والـ 28 عالميا في السعادة**
وتعتبر الرعاية الاجتماعية للمواطن الإماراتي في صلب اهتمامات الحكومة ويعكس مشهد التنمية الاجتماعية في الدولة الخطوات المتقدمة التي تمت في هذا السياق والتي تستهدف تحقيق الرخاء والاستقرار وتحسين نوعية الحياة للمواطن باعتباره الوسيلة والغاية لمجمل عمليات التنمية .
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربيا والـ 28 عالميا في "تقرير السعادة العالمي 2016" الذي تصدره "المبادرة الدولية لحلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع "المركز الكندي للدراسات المتقدمة" و"معهد الأرض" بجامعة كولومبيا والذي يضم 157 دولة .
كما واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربيا في مجال تقديم الرفاه إلى مواطنيها بحسب مؤشر التقدم الاجتماعي لعام 2016 الذي تعده مؤسسة "سوشيال بروغرس إمبيراتف" الأميركية فيما صعد الشعب الإماراتي إلى صدارة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كأسعد شعوب العالم ضمن مؤشر السعادة العالمي لعام 2016 متقدما على شعوب فرنسا واليابان وإسبانيا .
وحققت الدولة المرتبة الأولى إقليميا والـ/30/ عالميا من حيث مؤشر التنمية البشرية .. فيما حلت بالمرتبة الأولى على قائمة الدول المفضلة للشباب العربي للعيش والإقامة .
وتربعت على قائمة الدول العربية التي شملها أحدث إصدار لـ "مقياس الرخاء العالمي" الصادر عن معهد "ليجاتوم" البريطاني.. فيما أظهر التقرير تبوؤها المركز الأول إقليميا في كل من "محور الأمن والأمان" الذي يشمل كل المؤشرات التي تتعلق بأمن وسلامة المواطن والمجتمع .
ولا يخفى على متابع أن السبب في تصدر الإمارات لهذه المؤشرات تكمن في تحقيقها نموذجا مختلفا ومتفردا في التنمية حيث تعمل جميع القطاعات وفق رؤية واحدة ووفق أولويات وطنية واضحة في الوقت الذي تصدرت فيه الإمارات /33/ مؤشرا دوليا لكفاءة الأداء الحكومي .
وبالعودة قليلا إلى الوراء وإلقاء نظرة عبر مسيرة النهضة الإماراتية يتجلى واضحا مدى التغيير الذي طرأ على الإمارات من خلال رصد العديد من المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتعليمية والثقافية والصحية وغيرها من المجالات الحيوية التي تشهد مزيدا من الانطلاق نحو التطوير واستيعاب تطلعات المواطن الاماراتي وطموحاته .
**الإمارات من أكثر دول العالم اهتماما برعاياها في الخارج**
ان المتأمل لتجربة الإمارات الحضارية ومخرجاتها المبهرة والتي جعلت شعب الإمارات يصنف بأسعد شعب في العالم يجد أن سر ومفتاح هذا النجاح يعود للإيمان الحقيقي للقيادة والشعب بالاتحاد باعتباره الخيار الوحيد للتقدم والعزة والمنعة ولم تنطلق من أهداف ضيقة أو طموحات سياسية لحزب أو زعيم يسعى لمصالحه الخاصة .
ان اهتمام القيادة بالشعب لا يقتصر على المستوى المحلي فالاهتمام يلازم المواطن في حاله وايضا ترحاله خارج الوطن فنجد الاستجابة السريعة في حالة المرض والخطر والموت "لا قدر الله" ودائما نرى أن الدم الإماراتي غال جدا .
جهود كبيرة تبذلها الإمارات لرعاية المواطنين والاهتمام بهم في جميع دول العالم وفي مختلف الظروف وإن كانت تزداد الرعاية والدعم والاهتمام بهم في حالات الطوارئ التي تتعرض لها بعض الدول التي يوجد بها أبناء الوطن من أجل الدراسة أو العلاج أو السياحة حيث تبادر الدولة إلى التواصل مع أبنائها في الخارج وتوفر كافة الإمكانات والوسائل الممكنة لمساعدتهم في حالات تعرضهم لمكروه "لا قدر الله" أو تأثرهم بالكوارث والأزمات التي يتعرضون لها أو في حالات الاعتداء عليهم من جانب لصوص أو تعرضهم لبعض المضايقات من قبل السلطات المعنية في تلك الدولة لترفع لإمارات شعار المواطن أولا وأخيرا داخل وخارج الوطن وإن رعايته والاهتمام به حق له وواجب على المؤسسات المعنية بالدولة وفقا لما أقره الدستور والذي ينص على أن مواطني الاتحاد يتمتعون في الخارج بحماية حكومة الاتحاد وفقا للأصول الدولية المرعية .
وفي هذا الجانب تصدرت الإمارات قائمة أفضل الجوازات العربية في الوطن العربي بينما جاءت في المرتبة الـ/29/ على مستوى العالم حيث يتيح جواز السفر الإماراتي لحامله دخول /122/ دولة دون تأشيرة .
**الهوية الوطنية.. اعتزاز القيادة والشعب بالموروث الوطني**
رؤية الإمارات واضحة ودقيقة تؤمن بأن الإنسان هو هدف التنمية وغايتها وهو في نفس الوقت أداتها وصانعها والمواطن هو الثروة الحقيقية لقيادة مستقبل هذه الدولة الى المزيد من التألق والاشراق .
ويشترط نجاح التنمية في دولة ما أن تكون هذه الدولة أرضا واحدة وشعبا واحدا وحكومة مركزية لذلك ومن هذا المنطلق حرص المؤسس الشيخ زايد أن يكون أول حجر في بناء الدولة الحديثة هو تغيير الاسم لتصبح "دولة الإمارات العربية المتحدة."
وهذه الخطوة مهدت لمسار تحقيق السلم الاجتماعي وتوحيد صفوف الإماراتيين عبر جمعهم حول مصدر اهتمام واحد ومشترك وهو "الإمارات وطن كل الإماراتيين."
إثر ذلك تحول إلى الشرط الثالث وهو الحكومة المركزية فتم تطوير الجهاز الإداري للدولة ليستوعب أهداف النهوض بواسطة تنمية شاملة من ناحية وتحويله إلى أداة من أدوات الدمج والتماسك على المستوى المحلي والوطني وذلك بضمه مختلف أطياف الإماراتيين .
إن العلاقة الاستثنائية التي تربط ما بين القيادة والشعب في دولة الإمارات والتلاحم الفريد الذي يجمع كل مكونات البيت المتوحد من أبرز ملامح خصوصية الهوية الوطنية التي تميز المجتمع الإماراتي .
وقد شدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أثناء لقاء سموه مؤخرا عددا من أهالي مدينة العين خلال زيارته واحة الهيلي التاريخية على أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " يولي عناية خاصة للعادات والتقاليد المتوارثة ومن أهمها التواصل مع أبناء الوطن والاستماع إليهم والتعرف إلى شؤونهم وأحوالهم .
وأكد مشهد تبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأهالي في مدينة العين الأحاديث الودية نهج التواصل الذي يميز مجتمعنا وتقاليدنا المتوارثة والترابط القوي والمتين بين القيادة والشعب بما يجمعهم من حب لتراب هذه الأرض الطيبة والانتماء إلى الوطن والتضحية لأجله والمحافظة على مكتسباته الوطنية والتاريخية مستندين إلى قيم أصيلة من التآلف والتلاحم والترابط كأسرة واحدة .
ذلك الموقف لشاهد آخر يضاف إلى قائمة لا تعد ولا تحصى من الشواهد اليومية التي تبرهن على أن روح الأخوة والمحبة التي تجمع الإماراتيين سواء على مستوى القيادة أو الشعب هي سمة أصيلة من سمات الإمارات منذ تأسيسها وعلى أن الله عز وجل أنعم عليها بقيادة رشيدة لا تألو جهدا في سبيل تحقيق تطلعات الشعب وطموحاته وتواصل الليل بالنهار برغم مشاغلها الكثيرة في تسيير شؤون الدولة من أجل خدمة المواطن والمحافظة على مستويات الرفاهية العالية التي تمكنت من تحقيقها له والعمل باستمرار على رفعها إلى أقصى مستوى ممكن حتى يبقى هذا الشعب أحد أسعد شعوب المعمورة .
وبينما تواصل الإمارات مسيرتها التنموية الشاملة والمستدامة باهرة القاصي والداني بخطاها الواثقة التي تمضي بها للعبور نحو مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا وسعادة يستحقه أبناء الإمارات وبناتها جميعا فإن المشهد الإماراتي الباعث على الفخر والاعتزاز يبهر العالم كذلك بخصوصيته وتفرده في القدرة على المواءمة ما بين الانخراط الفاعل في عملية التحديث بالمجالات كافة والتمسك بالهوية الوطنية الإماراتية الخالصة وذلك انطلاقا من إيمان عميق رسخه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بأن التقدم لا يعني التخلي عن تراث الآباء والأجداد أو التفريط في الخصوصيات الثقافية الأصيلة التي تميز المجتمع الإماراتي وهو نهج ثابت تواصله القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وتحرص على تعزيزه" .
وفي ظل الرؤية التنموية الإماراتية العميقة التي تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل فإن قيادتنا الرشيدة تولي الموروث الوطني اهتماما بالغا وتحرص كل الحرص على إبقائه حيا في قلوب الأجيال الإماراتية المتعاقبة وعقولها بما يمكنها من استخلاص الدروس والعبر من قصص كفاح الآباء والأجداد ويكرس اعتزازها بما تركوه من معالم حضارية شامخة ويحفزها على الاقتداء بهم في مواصلة مسيرة العز والأمجاد .
واتحاد اليوم كما هو بارز للعيان يضطلع بأداء كفؤ تقف خلفه همة عالية كاشفا عن حرصه الدائم على مواكبة الحداثة والاستفادة من الجديد على مستويات العلم والفكر ليكون اليوم شاهدا حيا على التطور والتقدم في الوطن العربي والمحيط المجاور وفي أرجاء المعمورة من دون المساس بتراث عريق .
..الشباب عدة الحاضر وذخر المستقبل..
ونال قطاع الشباب الاهتمام الاكبر كونه عدة الحاضر وذخر المستقبل فوجهت القيادة الرشيدة بدعم ومساندة مختلف الانشطة الشبابية والرياضية سواء من اللجنة الاولمبية او الاتحادات المتخصصة او الاندية الرياضية ومختلف المسابقات والمنافسات المحلية والاقليمية والقارية والدولية واستمرت الاندية الرياضية في عطائها الى جانب المراكز الثقافية والعلمية المعنية بأنشطة الشباب بما يوفر لهم فرص الابداع ويفتح امامهم افاقا ومجالات متقدمة في الانجاز فحقق الشباب الإماراتي انجازات عظيمة في شتى مجالات الرياضة وكان لهم حضور بارز في المحافل الاقليمية والدولية .
ويحظى قطاع الشباب في الإمارات منذ تأسيس اتحادها بأهمية استثنائية انطلاقا من إدراك الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" المبكر أن الشباب هم عماد الوطن وطاقة بنائه ومفتاح نهضته وأمل المستقبل المشرق الذي ينتظره والحصن المنيع الذي يذود عنه وقت الشدة والسواعد الأمينة التي تصون رايته شامخة خفاقة في مختلف ميادين العز والمجد .
وامتدادا لذلك النهج تولي القيادة الرشيدة هذا القطاع أيما اهتمام وتضع دعمه وتأهيله وتطويره ونجاحه في صدارة أولوياتها ولذلك فإنه من الطبيعي أن يكون الشباب إحدى الركائز الرئيسية في مرحلة التمكين التي يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وتستهدف تمكين المواطنين من عناصر القوة اللازمة ليصبحوا أكثر إسهاما ومشاركة في مختلف مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية والمعرفية .
إن الإمارات وهي تقف اليوم على أعتاب تحقيق رؤيتها 2021 لتتويجها كواحدة من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي لاتحادها تواصل إبهار العالم بالعلاقة الاستثنائية التي تربط القيادة الرشيدة بأبناء الوطن وبناته جميعا ولاسيما الشباب منهم والذين تحرص القيادة على تحفيزهم وتشجعيهم والاستثمار فيهم وفي طاقاتهم بما يرسخ الابتكار والإبداع والإيجابية كنهج حياة لا حياد عنه يمضي بمسيرة الاتحاد نحو حصد المزيد من النجاحات والمراكز المتقدمة في مختلف المؤشرات الدولية .
وفي هذا الإطار جاء استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في قصر البحر مؤخرا عددا من موظفي ديوان ولي عهد أبوظبي الذين شاركوا في المهمات والواجبات الوطنية والإنسانية للقوات المسلحة في اليمن وقول سموه " إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبفضل الله تعالى أوجدت نموذجا متميزا من شباب الوطن القادر على تحمل المسؤوليات الجسام ومواجهة مختلف التحديات.. وهذا والحمد الله بفضل الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في تطورها وتقدمها وتميزها.. وهي العنصر البشري.. والكفاءة الوطنية المؤهلة والمدربة التي تؤمن بقيم الوطن.. والتضحية من أجله ورفع رايته في الميادين كافة".
كما وأشاد سموه بالجهود التي يبذلها أبناء الإمارات في تقديم الدعم الإنساني وتنفيذ مختلف المهام ضمن قوات الواجب العاملة في اليمن.. معربا سموه عن فخره واعتزازه بأبناء الوطن الذين يثبتون في كل مرة وفي كل المواقع كفاءتهم وقدرتهم وتفوقهم في المهام والواجبات الوطنية .
هذه اللفتة الكريمة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإشادته بالنموذج المتميز من شباب الإمارات هي شاهد جديد على قرب القيادة الحكيمة من مختلف شرائح المجتمع عموما وفئة الشباب خصوصا وفخر قيادتنا واعتزازها وهي تتابع عن كثب ثمار غرسها الطيب المتمثلة بإيجاد جيل من الشباب الإماراتي المسؤول والواعي والمتشبث بقيمه الأصيلة والمخلص في حبه وخدمته لوطنه والمستعد للتضحية في سبيل صون رفعته والمتفاني في إعانة المحتاج .
ان ثناء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على المتميزين من شباب الوطن هو وسام غال على صدورهم يعزز من ثقتهم بأهمية دورهم في تلبية نداء الوطن في المجالات كافة ويحفزهم على مواصلة الجد والبذل بغية أن يكونوا دوما على قدر ثقة قيادتهم بهم .
**بنية تحتية بمقاييس عالمية**
وتكشف مسيرة الـ 45 عاما بصدق قصة اتحاد هذا الوطن الذي اختط له نهجا واضحا يقوم على مضاعفة الجهود والاستغلال الأمثل للزمن وبما يحقق تطلعات القيادة الحكيمة في تقوية دور الحكومة الاتحادية من خلال وضع التشريعات الفعالة والسياسات المتكاملة في التخطيط والتنفيذ وتعزيز التنسيق والتكامل الفعال بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والتركيز على منهجيات التخطيط الاستراتيجي والتطوير المستمر للأداء والتفوق في النتائج آخذين في الاعتبار إدارة الموارد الحكومية بكفاءة .
أربعون عاما ونيف من الإنجازات الوطنية الشاملة تحققت لشعب ودولة الامارات التي باتت باعتراف القاصي والداني دولة التميز والريادة في شتى الميادين وهذا بالطبع لم يتحقق ولا يمكن تحقيقه من دون رؤية صائبة وبعيدة المدى معززة بالعزيمة والإرادة التي تقهر المستحيل لأن كلمة مستحيل لم تعد مدرجة في أجندة الإمارات .
لقد سطرت الامارات قصة نجاح أبهرت العالم بفصولها ونتائجها.. 45 عاما ومنذ بزوغ فجر الثاني من ديسمبر عام 1971 لم تتوقف عجلة التنمية التي أدارها الشيخ زايد بدعم ومؤازرة الشيخ راشد والمسيرة مستمرة بقيادة الشيخ خليفة وطاقات أبناء وبنات الامارات في كل مواقع العمل والإنتاج .
والبداية كانت بالأرض والانسان ولأجلهما سخرت كل الامكانات لتنطلق ورش الاعمار على امتداد الوطن فعلى الصعيد المحلي انصب اهتمام القيادة والدولة على وضع الاسس الراسخة لإقامة بنية تحتية متكاملة من الخدمات الرئيسية وتبعتها جنبا الى جنب نهضة عمرانية شاملة من مرافق وخدمات وطرق حديثة ومحطات للطاقة وتحلية مياه وحركة نقل جوي وبحري متنامية مع مواصلات متطورة وشبكة اتصالات وفق احدث المواصفات العالمية ومصانع قل نظيرها في العالم .
ومن هذا المنطلق جاءت الإمارات على مؤشر تقرير التنافسية العالمية 2016-2017 في المركز الرابع عالميا في محور البنية التحتية حيث تنشط مشاريع البنية التحتية في كافة أنحاء الدولة مما جعل منها بيئة جاذبة للاستثمار والاعمال على المستوى الاقليمي والعالمي .
وساهمت "الطرق الاتحادية" التي نفذتها وزارة تطوير البنية التحتية في حصول الدولة على المركز الأول عالميا وللمرة الرابعة على التوالي في مؤشر جودة الطرق وفقا لتقرير التنافسية العالمية الصادر عن منتدى دافوس الاقتصادي لعام 2016 – 2017 وذلك كناتج لتكامل مشاريع البنية التحتية في الدولة بهدف تحقيق رؤية الامارات 2021 وتماشيا مع الأسس والمعايير الدولية التي تبنتها الامارات لتكون في مصاف أفضل الدول .
كما وحققت الإمارات المركز الثاني عالميا في مؤشر "جودة البنية التحتية للمطارات ووسائل النقل الجوي" .. كما جاءت في المركز الثالث عالميا في كل من مؤشر "جودة البنية التحتية للموانئ البحرية" ومؤشر "نسبة اشتراكات الهاتف المحمول لكل 100 مستخدم" .. كما جاءت في المركز الرابع عالميا في مؤشر "جودة البنية التحتية" والخامس في مؤشر "عدد مقاعد الطيران المتاحة لكل مليون مسافر بالأسبوع."
ويعكس هذا الأداء الاستثمارات الضخمة التي تخصصها الإمارات في سبيل تطوير وتحسين البنية التحتية من مد شبكات طرق برية داخلية وخارجية جديدة وبناء مطارات جديدة وعمليات التوسعة للمطارات الحالية وتطوير الموانئ البحرية والخطط الموضوعة لربط الإمارات عبر شبكات السكك الحديدية ضمن مشروع الاتحاد للقطارات .
ويكشف الثاني من ديسمبر من كل عام مدى الإصرار والمثابرة في بناء الوطن ويؤكد عزيمة الرجال الذين هبوا لبناء صرحه وتعزيز بنيانه ودعم أركانه .
**التربية والتعليم**
وعلى الرغم من أن أربعة عقود ونصف تعد مدة قصيرة في عمر تطور الدول بمعايير التطور الاقتصادي والاجتماعي المعروفة إلا ان ما تم إنجازه على صعيد بناء الدولة العصرية هو في الواقع إنجاز كبير وملموس من خلال تطوير مختلف القطاعات .
ولأن الانسان هو الهدف والمحور في عملية التنمية فقد تركز الاهتمام عليه ومن اجله لذلك تم توفير كل مستلزمات الارتقاء به لتأهيله بغرض نهوضه بالمسؤولية والمشاركة في البناء والدولة هيأت له كل سبل التقدم والنهوض من تعليم إلزامي مجاني لمختلف مراحل العملية التعليمية والتربوية وبعثات داخلية وخارجية الى ارقى جامعات العالم ودورات تدريبية في افضل المعاهد والمؤسسات المتخصصة الى جانب توفيرها مدارس نموذجية وجامعات متكاملة الكليات تعمل وفق أحدث المعايير العلمية .
وحرصت الإمارات على الاهتمام بالتعليم وتوفير مختلف المهارات والمعارف للإسهام في بناء الكوادر البشرية المؤهلة التي تلبي احتياجات مسيرة التنمية في البلاد حاضرا ومستقبلا.. الأمر الذي جعل الإمارات في المرتبة الأولى عربيا من حيث جودة التعليم في مؤشر منظمة "التعاون الاقتصادي والتنمية" الذي يقيس أداء وجودة نظام التعليم الأساسي في 76 دولة من جميع أنحاء العالم .
**القطاع الصحي**
وشهد القطاع الصحي في الإمارات تطورا ملحوظا عبر خطط التنمية المتتابعة وتم دعمه ماديا ومعنويا حتى أضحى أحد الأوجه الساطعة في مسيرة تنمية وبناء الوطن .
وتصدرت الإمارات عربيا وإقليميا واحتلت المرتبة التاسعة على قائمة أكثر نظم الرعاية الصحية كفاءة على مستوى العالم بتسجيلها 64.3 نقطة في التصنيف الذي تصدره "بلومبيرغ" متقدمة في ذلك على دول مثل أستراليا وسويسرا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وغيرها .
وبلغ متوسط الأعمار المتوقعة في الإمارات 77.37 سنة فيما سجلت الدولة متوسطا بلغ 5.40 دولار للشخص على عنصر الإنفاق على الرعاية الصحية إضافة إلى 1611 دولارا "5800 درهم" كمتوسط للإنفاق الفعلي على الرعاية الصحية للفرد .
ووفرت الإمارات خدمات طبية وصحية متكاملة بمراكز ومستشفيات حديثة تحتوي على أجود ما توصل اليه العلم من أجهزة ومعدات بكفاءات بشرية ذات مستويات راقية .
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عالميا في عدد المرافق والمنشآت الطبية الحاصلة على الاعتماد الدولي بعدد تجاوز /100/ مرفق صحي .
وحققت وزارة الصحة نتائج متقدمة في تطبيق معايير شهادة اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية "جي سي آى" في الريادة والحلول المبتكرة حيث تبنت مرافقها تطبيق أفضل الممارسات العالمية في خدمات طبية تتميز بجودة الخدمة السريرية وسلامة المرضى وأطقم العمل والمرافق الصحية تطبيقا لأفضل المعايير والبروتوكولات المعتمدة عالميا ونتائج الرعاية الإكلينيكية .
ونجحت الإمارات في إعادة صياغة خارطة التنافسية العالمية من خلال حصولها على مراكز الصدارة في العديد من التقارير والمؤشرات العالمية .
وتقود وزارة الصحة قاطرة الإنجازات الصحية لتضع الدولة على الخارطة العالمية على مستوى الرعاية الصحية بمعايير اعتماد دولية تطبيقا للرؤية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله".
هذا وتم مؤخرا تسمية الدكتور محمود فكري مرشح الإمارات مديرا إقليميا لشرق المتوسط خلال انعقاد الدورة الثالثة والستين للجنة الإقليمية .
**الاقتصاد الوطني**
وقد كان عام 2016 زاخرا بالإنجازات الشامخة بالنسبة للإمارات في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتكنولوجية والاجتماعية والإنسانية والعسكرية كما أن هذه الإنجازات أخذت أبعادا محلية وإقليمية وعالمية .
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي حققت الإمارات المركز الأول إقليميا والمركز 16 عالميا محافظة على صدارتها ضمن أفضل 20 اقتصاد تنافسي في العالم وذلك في أحدث إصدار لتقرير التنافسية العالمية 2016 والصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في سويسرا وهو يعد من أهم تقارير التنافسية العالمية التي ترصد بشكل سنوي أداء وتنافسية اقتصادات دول العالم من حيث نقاط القوة والضعف وانعكاساتها على مستوى المعيشة والازدهار والرفاهية لشعوبها .
وبين التقرير المذكور انه في محاور " نضوج قطاع الأعمال" و"التعليم العالي والتدريب" حققت الإمارات المركز الأول عالميا والمركز الثالث عالميا في مؤشر "الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا إلى الدولة" كما حققت الدولة المركز الخامس عالميا في مؤشر "توفر العلماء والمهندسين" في الدولة وفق أحدث إصدار لتقرير التنافسية العالمية 2016 .
كما وصدرت العديد من الشهادات والتقارير الدولية التي تؤكد تماسك اقتصاد الإمارات وقدرته على النمو المستدام بينما تعاني اقتصادات أخرى تداعيات أزمات تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع أسعار النفط وكذلك الظروف السياسية والأمنية المتخبطة هنا وهناك .
وحظيت مسيرة الإمارات التنموية الرائدة باهتمام وتقدير كبير على مختلف الأصعدة والمستويات الإقليمية والعالمية فقد أشادت "كريستين لا جارد" المدير العام لصندوق النقد الدولي خلال زيارتها الأولى إلى الإمارات في فبراير الماضي بالسياسات المالية الحكيمة التي تنتهجها الإمارات الأمر الذي عزز من تنافسيتها لتصبح الأصول البنكية التي يمتلكها القطاع المصرفي المحلي الأكبر من نوعها في المنطقة ما جعلها تحتل مركز ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة والمركز الـ 17 عالميا بالاستناد إلى مؤشرات منتدى الاقتصاد العالمي .
وأشادت بالدور الريادي للتوجيهات السديدة للقيادة الإمارتية في إدارة مسيرة النمو والتطور لتكون الإمارات وبحلول عام 2021 واحدة من أكثر الاقتصادات تنافسية على مستوى العالم وذلك من خلال تطبيق سياسات التنويع الاقتصادي وتشجيع القطاع الصناعي والقطاعات غير النفطية كبديل للموارد النفطية.. وقد أتت الجهود الحكومية بثمارها حيث تجاوزت الإيرادات غير النفطية للإمارات وحدها ما حققته إيرادات دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة في هذا النطاق والتي ما زالت في بواكر مسيرتها في التنويع الاقتصادي .
هذا وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدولة 1.54 تريليون درهم العام الماضي وهو ما يعتبر خطوة جيدة في سبيل تحقيق "رؤية 2021."
ويعود الفضل في استمرار المسيرة التنموية في المجال الاقتصادي إلى الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" حيث تحرص القيادة بشكل مستمر على اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشكل مسبق بما يمكن الاقتصاد الوطني من مواجهة الأزمات بثبات وجدارة .
**تنوع اقتصادي**
هذا وبدأت الإمارات تجني ثمار سياسة التنويع الاقتصادي التي كانت في صميم الرؤية الحكيمة والاستباقية التي تبنتها القيادة الرشيدة .
ان الامارات هي مثال يقتدى به في التطور والانجازات التي تحققت حتى الان ولايزال مستقبلها واعدا بالتخطيط السليم والفرص الغنية والغد المشرق .
واليوم وهي تحتفل بيومها الوطني الـ 45 تتمتع بوجود ثقة عالمية في سياساتها الاقتصادية لأن استراتيجية التنويع الاقتصادي بدأتها الإمارات منذ تأسيس الدولة وعلى مراحل لتتراجع مساهمة النفط من 90 بالمائة خلال فترة السبعينيات إلى 30 بالمائة حاليا وستنخفض إلى 20 بالمائة بحلول 2021 وصفر بالمائة بحلول 2045 .
وفي نفس الوقت تسهم القطاعات غير النفطية حاليا بنحو 70 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة في مقابل 30 بالمائة فقط للقطاع النفطي فهذا يعني ان الإمارات تقف على أرض صلبة ومستقرة في مواجهة هبوط أسعار النفط وتقلباتها وأن النتائج المترتبة على هذا الهبوط برغم تأثيرها السلبي لم توقف عجلة النمو الاقتصادي رغم انها تعد سادس أكبر مصدر للنفط في العالم .
ودللت على ذلك الأمر التقارير الدولية المختلفة وأثبتته قبل ذلك الميزانية الصفرية التي اعتمدتها الحكومة لعام 2016 ونمو الإنفاق الحكومي بالأسعار الثابتة على مختلف القطاعات التنموية في البلاد .
وفي نفس السياق بلغت تجارة الإمارات غير النفطية خلال النصف الأول من العام الجاري 553.4 مليار درهم مقارنة بـ 535.7 مليار درهم في الفترة ذاتها من العام الماضي بزيادة مقدارها 17.7 مليار درهم وبنسبة نمو 3 بالمائة .
وتعمل حكومة الإمارات وفق خطط واستراتيجيات طويلة الأمد وبرنامج وطني شامل يسعى إلى بناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام يكون قادرا على الانتقال لمرحلة ما بعد النفط وقد أكد التقرير الصادر حديثا عن "صندوق النقد الدولي" تحت عنوان "آفاق الاقتصاد العالمي" نجاح السياسات الاقتصادية التي تتبعها الإمارات في الحفاظ على معدلات نمو ثابتة وتوقع أن يواصل الاقتصاد الإماراتي نموه المستقر بمعدل 3ر2 بالمائة و 5ر2 بالمائة خلال عامي 2016 و2017 على الترتيب .
وجاءت تلك الشهادة الإيجابية متزامنة مع الاجتماعات السنوية المشتركة لـ "صندوق النقد الدولي" ومجموعة "البنك الدولي" خلال الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر الماضي في واشنطن والتي شاركت فيها الإمارات ولأن تلك الاجتماعات تعد منصة عالمية للحوار حول الكثير من القضايا التنموية ذات الأهمية العالمية فإنها مثلت فرصة لتسليط الضوء على التجربة الاقتصادية والتنموية الناجحة للإمارات .
وتبرز أهمية هذا الأمر في ظل كون دورة العام الجاري من تلك الاجتماعات ناقشت جملة من القضايا والموضوعات الاقتصادية والتنموية في مقدمتها آليات دعم التنمية الاقتصادية والمجتمعية المستدامة والخطط المعتمدة للحد من الفقر وتعزيز الرخاء المشترك وسبل تحسين البنية التحتية في البلدان النامية والسياسات المالية وإدارة الديون وتعزيز مشاركة مؤسسات الأعمال وتحفيز تمويل القطاع الخاص وتعزيز البيئتين الاقتصادية والسياسية العالميتين بالإضافة إلى وضع أطر لمعالجة مسببات نشوب الصراعات والوقاية من آثارها السلبية وتملك الإمارات خبرات كبيرة في التعامل مع جميع هذه القضايا وبالتالي فإن مشاركتها في تلك الاجتماعات مثلت فرصة كبيرة لها لترسيخ مكانتها على المستوى الدولي .
وقد جاءت الإمارات في المركز الثالث عالميا في محور كفاءة سوق السلع والذي يعد دلالة عالمية على نجاح سياسة التنوع الاقتصادي ووضوح الرؤى والخطط الاستراتيجية حول أداء وكفاءة سوق الاعمال .
**الاقتصاد الوطني في 2016**
واجه العالم في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري تحديات كبيرة لا سيما مع تراجع نمو الاقتصاد العالمي وأسعار النفط والكثير من الأحداث السياسية التي أثرت على الاستقرار العالمي .
وبطبيعة الحال طالت آثار الأوضاع العالمية والإقليمية الاقتصاد الوطني نسبيا لكن سعي الإمارات إلى تنويع اقتصادها بدد الكثير من تأثيرات تراجع سعر النفط وشهدت الإمارات معدلات إنفاق عالية على المشاريع الكبرى وهو ما عزز حالة الاستقرار في القطاعات الاقتصادية كافة .
ونجح القطاع العقاري في دبي في تجاوز التحديات واستطاع الاستفادة من التصحيحات السعرية ليتجه نحو مزيد من النمو في الفترة المقبلة حسبما يرى خبراء وبدوره اتجه سوق أبوظبي العقاري إلى المزيد من الاستقرار بعد أن توازن العرض والطلب في السوق إضافة إلى تطبيق قانون التنظيم العقاري الجديد الذي حد من السلبيات التي كان يعاني منها طوال السنوات الماضية .
وزادت شركات التطوير وتيرة إنجازها لمشاريعها الجديدة لتلبية احتياجات السوق المتنامية للسكن كما طرحت مشاريع جديدة خاصة للتملك الحر .
وشهد القطاع المصرفي نموا جيدا مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي ويشير خبراء إلى أن انخفاض معدل منح القروض الشخصية سببه الرئيسي أن بنوك الإمارات أصبحت تنتهج سياسة انتقائية إيجابية في عمليات الإقراض .
وبدورها نجحت أسواق المال في تحويل مؤشرات الأداء من سالبة خلال عام 2015 إلى موجبة حيث سجلت 4.29 بالمائة نموا في سوق أبوظبي و 10.85 بالمائة في سوق دبي وبلغ إجمالي مكاسب القيمة السوقية لأسهم الشركات المتداولة منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر 86 مليار درهم مرتفعة من 693 مليارا إلى نحو 779مليار درهم .
**الاستثمارات الاجنبية**
تسعى الإمارات إلى تعزيز التنمية المستدامة وتطوير الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي الإجمالي من خلال تحفيز البنية الاستثمارية وجذب الاستثمارات النوعية ونقل التكنولوجيا لتعزيز مفاهيم اقتصاد المعرفة وتقليل الاعتماد على النفط عبر تنويع مصادر الدخل .
هذا وبلغ إجمالي حجم الاستثمارات الأجنبية المتراكمة في الدولة 126 مليار دولار /نحو 462.42 مليار درهم/ خلال العام الماضي وفي الوقت نفسه تعد الإمارات أكبر مستثمر عربي في الخارج برصيد استثمارات بلغ 66.3 مليار دولار /نحو 243.32 مليار درهم/ وذلك وفقا لتقرير الاستثمار العالمي 2015 .
واستقطبت خلال عام 2014 استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 10.07 مليار دولار أمريكي لتتبوأ بذلك المرتبة الأولى عربيا والـ 22 عالميا بين الدول الأكثر جذبا لرأس المال الأجنبي وذلك بحسب تقرير الاستثمار العالمي 2015 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "اونكتاد."
**الإمارات تتقدم 8 مراكز في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2017**
كما وكشف أحدث إصدار لتقرير "ممارسة أنشطة الأعمال 2017" الصادر عن البنك الدولي عن صعود ترتيب الإمارات للمركز الـ 26 عالميا وتقدمها على كل الدول العربية التي يشملها التقرير لتحتل المركز الأول .
واحتلت الإمارات مركزا متقدما ضمن أفضل 20 دولة عالميا في خمسة من محاور التقرير العشرة وهي: الأولى في سهولة دفع الضرائب والرابعة في كل من: سهولة استخراج تراخيص البناء وسهولة توصيل الكهرباء والتاسعة في حماية المستثمرين والحادية عشرة في سهولة تسجيل الملكية .
وقفزت الإمارات بحسب المنهجية التي اعتمدها البنك الدولي من المركز 34 عالميا إلى المركز 26 متقدمة على كل دول منطقة الشرق الأوسط التي يشملها التقرير .
**الصناعة**
إن ما يميز قطاع الصناعة في الإمارات تعدد منتجاته حيث يضم صناعات خفيفة وتحويلية وأخرى ثقيلة واستراتيجية تمتاز بضخامتها وكثافة رأس المال المستثمر فيها مثل صناعات الألمنيوم والحديد ومكونات الطائرات وغيرها من الصناعات المهمة التي حققت فيها الإمارات تقدما كبيرا وعززت من تنافسية اقتصادنا الوطني وزادته متانة وقوة .
وتظهر الأرقام مدى التطور في قطاع الصناعة وما يناله من اهتمام حيث بلغ إجمالي حجم الاستثمارات في المجالات الصناعية المختلفة خلال العام الماضي 127.6 مليار درهم مقابل نحو 125.2 في 2014 وبواقع 6084 منشأة صناعية في عام 2015 تضم قوة عاملة تبلغ نحو 436 ألف عامل مقابل 5881 منشأة في 2014 بنسبة زيادة بلغت نحو 3.38 بالمائة .
وبات القطاع الصناعي محركا رئيسا في أداء الاقتصاد الوطني ومحورا مهما من محاور التنمية وتنوع مصادر الدخل والذي توليه الخطة الاستراتيجية 2021 اهتماما كبيرا ويعد ضمن أهم أهدافها باعتباره ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي القومي بعد قطاع النفط والغاز .
وقد توزعت تلك الاستثمارات على عدد من القطاعات الصناعية في صدارتها صناعة المواد الغذائية والمشروبات التي بلغ إجمالي استثماراتها حتى نهاية 2015 نحو 40 مليار درهم بقوة عاملة تزيد على 42 ألف عامل يليه قطاع الصناعات المعدنية الأساسية بنحو 32 مليار درهم وأكثر من 18 ألف عامل ثم صناعة الخامات التعدينية غير المعدنية بنحو 19 مليار درهم و91.5 ألف عامل .
**التصنيع العسكري**
وحققت الإمارات خلال فترة قصيرة نقلة نوعية على كافة المستويات لم تكتفي بالتطور في المجال الخدمي والتجاري والعقاري بل تجاوزت ذلك إلى كل ما يدعم الاقتصاد الوطني وتعمل الإمارات على أن تكون قطبا صناعيا وخاصة في مجال التصنيع العسكري وقد توجت جهود الإمارات من خلال تلقي شركة "أدكوم" المسؤولة عن تصنيع أول طائرة إماراتية بدون طيار طلبيات شراء من 10 دول على رأسها الولايات المتحدة كما أبرمت عقدا مع وزارة الدفاع الروسية لبيعها عددا من تلك الطائرات .
وبدأ "مركز تشكالوف" لاختبار الطائرات التابع لوزارة الدفاع الروسية اختبار طائرة إماراتية بدون طيار من طراز "اتحاد 40" حيث كانت شركة "أدكوم سيستم" المسؤولة عن تصنيع أول طائرة إماراتية بدون طيار قد أعلنت في عام 2013 أنها أبرمت عقدا مع وزارة الدفاع الروسية لبيع عدد من هذه الطائرات إليها .
**الصناديق السيادية الإماراتية**
أظهرت البيانات المحدثة لمؤسسة "إس دبليو إف انستيتود" المتخصصة في دراسة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية في آخر تقرير لها لشهر سبتمبر الماضي أن جهاز أبوظبي للاستثمار "أديا" جاء في المرتبة الثالثة بين أكبر الصناديق السيادية العالمية حيث بلغت قيمة أصوله 792 مليار دولار /2.9 تريليون درهم./
وسيطرت الإمارات على 16.9 بالمائة من الثروات السيادية في العالم وبما يعادل 1.246 تريليون دولار حيث ضمت القائمة إضافة إلى جهاز أبوظبي للاستثمار مؤسسة دبي للاستثمار بـ 196 مليار دولار /719 مليار درهم/ ومجلس أبوظبي للاستثمار بـ 110 مليارات دولار /403.7 مليار درهم/ وشركة أبوظبي للاستثمارات البترولية "أيبيك" بـ 66.3 مليار دولار /243 مليار درهم/ .
واستحوذت الإمارات على نصف المراكز في قائمة مجلة "فوربس" لأكبر 10 صناديق ثروة سيادية في منطقة الشرق الأوسط .
**20 مصرفا إماراتيا على لائحة أكبر ألف مصرف في العالم**
وتتويجا للسياسة المالية والنقدية الحكيمة التي انتهجتها الإمارات على مدى الـ 45 عاما الماضية أعلنت الأمانة العامة لاتحاد المصارف العربية مؤخرا دخول 85 مصرفا عربيا ضمن أكبر ألف مصرف في العالم منها /20/ مصرفا إماراتيا .
**المناطق الحرة**
تحتضن الإمارات مناطق حرة أكثر من أي بلد شرق أوسطي آخر حيث توجد 23 منطقة حرة في دبي وحدها وتمتلك الإمارات أكثر من 34 منطقة حرة تجتذب المستثمرين من كافة أنحاء العالم وتتوزع المناطق الحرة في كافة إمارات الدولة بدءا من دبي مرورا بأبوظبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين وصولا الى الفجيرة .
وتتوافق المناطق الحرة بالإمارات مع المواصفات العالمية وأصبحت وجهة استثمارية مرغوبة بفضل قدرتها على تلبية كافة المتطلبات وتشجيع الاستثمار الأجنبي من خلال إتاحة الملكية الأجنبية بنسبة 100 بالمائة وجعلها معفاة من الضرائب والرسوم الجمركية .
وفي أحدث إصدار لتقرير التنافسية العالمية 2016 احتلت الإمارات المركز الثاني عالميا في مؤشر "توفر المناطق التجارية المتخصصة" /المناطق الحرة/ .
ووفقا للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات جاءت الإمارات في المركز الأول عربيا باستحواذها على العدد الأكبر من المناطق الحرة من بين 19 دولة .
وأوضح التقرير أن الإمارات تحتل المركز الأول تلتها مصر بـ 20 منطقة حرة والسعودية في المركز الثالث بـ 9 مناطق حرة ونحو 7 مناطق في كل من سوريا والصومال و6 مناطق في كل من الأردن والمغرب و5 مناطق في تونس وتساوت العراق والسودان وسلطنة عمان والبحرين في وجود 4 مناطق حرة في كل منهما .
**النقل البحري**
شهد قطاع النقل البحري في الإمارات تطورا هاما على مستوى الموانئ والأحواض الجافة وتشغيل وصيانة وبناء السفن والتأمين والتمويل وفق المبادئ الدولية المعنية بتنظيم وتشغيل هذا القطاع .
وتعتبر موانئ الإمارات ضمن الموانئ الأكبر حول العالم كونها تضم أحدث التجهيزات والقدرات شحنا وتفريغا مما يصب في رصيد الإمارات التي تشكل عبر اتحاد إماراتها قوة ملاحية اقتصادية هائلة .
وترتقي مدينة دبي لتتبوأ المرتبة السابعة عالميا ضمن قائمة أفضل العواصم البحرية في العالم بحلول عام 2020.. فضلا عن أن الإمارات تحتل المركز الأول عربيا والمركز العاشر عالميا في مجال التجارة عبر الحدود لعدة سنوات متتالية .
**السياحة**
ونجح قطاع السياحة في تحقيق مستويات نمو ثابتة رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية التي تواجهها الأسواق المصدرة للسياح بدعم من توسع الناقلات الوطنية .
ويعتبر قطاع السياحة من الروافد الأساسية للاقتصاد الوطني وأحد المرتكزات المهمة لسياسة التنويع الاقتصادي التي تتبعها الإمارات .
وحقق هذا القطاع نجاحا كبيرا على مدار السنوات الماضية فضلا عن أنه يعد أحد المرتكزات المهمة لاقتصاد ما بعد النفط .
وأصبح قطاع السياحة محركا رئيسا لقطاعات التجزئة والتسوق والترفيه والطيران فضلا عن دورها الأبرز في توفير الوظائف وتنشيط حركة الاستثمار في قطاعات الضيافة والفنادق والبنية التحتية إضافة إلى توفير فرص لنجاح أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة .
ويمتلك قطاع السياحة فرصا واعدة للنمو في ظل الإمكانيات والقدرات الهائلة التي تتمتع بها الدولة من بنية تحتية حديثة ومتطورة وطبيعة متنوعة ومرافق سياحية وفندقية ضخمة ومعالم حضارية وتاريخية عالمية بما يلبي الأهداف التنموية للدولة .
وبحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي: بلغت المساهمة الإجمالية لقطاع السفر والسياحة بالناتج المحلي الإماراتي نحو 134 مليار درهم في العام 2015 ما يشكل 8.7 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي بحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي.
ومن المتوقع أن ترتفع نسبة مساهمته بالناتج المحلي بمعدل 5.4 بالمائة سنويا خلال السنوات العشر المقبلة لتصل إلى 236.8 مليار درهم بحلول العام 2026 بحصة 11.2 بالمائة وبلغ حجم الاستثمارات السياحية بالدولة 27.4 مليار درهم العام الماضي ما يشكل 7.3 بالمائة من إجمالي الاستثمارات بالدولة .
**النقل الجوي**
توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أن يتضاعف حجم قطاع النقل الجوي في السوق الإماراتية خلال الـ 10 إلى الـ 15 عاما المقبلة بنسبة نمو تصل إلى أكثر من 6 بالمائة سنويا مقارنة مع 4.8 بالمائة في منطقة الشرق الأوسط .
وبناء عليه تعد الإمارات ضمن أسرع أسواق النقل الجوي نموا في العالم ووفق اخر الإحصاءات فأن الإمارات لديها حاليا 172 اتفاقية للنقل الجوي منها 97 اتفاقية محررة بالكامل .
وأكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا" ان الإمارات ستحقق معدل نمو في حركة المسافرين يصل الى 6.3 بالمائة في العام 2035 وهو الأعلى في منطقة الشرق ألأوسط .
ويوجد بالإمارات ثمانية مطارات دولية في كل من أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة والعين فيما تجري توسعات كبيرة في مطاري أبوظبي ودبي الدوليين حيث ينتظر أن يصل حجم الاستثمارات في مطارات الدولة خلال الأعوام الخمسة المقبلة نحو /100/ مليار درهم.. وتوقع مجلس المطارات العالمي أن تصل الطاقة الاستيعابية في مطارات الدولة القائمة والجديدة إلى ما يزيد عن /250/ مليون راكب بحلول العام 2020 لتحتل المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الطاقة الاستيعابية .
ومن المتوقع أن تستثمر الإمارات نحو/500/ مليار درهم على مدى السنوات العشر المقبلة في استكمال وتطوير البنية التحتية لقطاع الطيران والنقل الجوي وبات قطاع الطيران يشكل عنصرا حيويا في اقتصاد الدولة وتجاوزت مساهمته /145/ مليار درهم وبنسبة /14.7/ بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي .
وتصدرت شركات الطيران الوطنية الرئيسية الخمس وهي "طيران الاتحاد" و"طيران الإمارات" و"العربية" و"فلاى دبي" و"شركة طيران رأس الخيمة" قائمة أفضل "50" شركة طيران في العالم من حيث حركة المسافرين والشحن الدوليين من دولة المقر من بين "240" شركة طيران في "120" دولة حول العالم وذلك وفقا لتقرير إحصائيات النقل الجوي "واتس" .
ويعد حجم أسطول الناقلات الوطنية الخمس أكبر أسطول في مجال الطيران المدني بالشرق الأوسط حيث يضم أحدث مجموعة من الطائرات في العالم .
وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني بالدولة نمو أسطول شركات الطيران الوطنية بنسبة 13 بالمائة حتى العام 2020 لتصل "728" طائرة مقارنة بنحو "157" طائرة مسجلة فقط في عام 2007 .
وتوقعت الهيئة أن يصل حجم الحركة الجوية في أجواء الدولة "997" ألف حركة في العام 2020 .
**الإمارات تفوز بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي للمرة الرابعة على التوالي**
وعلى صعيد متصل اقرت الجمعية العمومية الـ 39 لمنظمة الطيران المدني الدولي التي عقدت مؤخرا في العاصمة الكندية /مونتريال/ عضوية الإمارات بالمنظمة للمرة الرابعة على التوالي وبعدد من الأصوات يعتبر من ضمن الأعلى تصويتا في الفئة الثالثة .
ويأتي هذا الفوز ليتوج جهود الدولة ضمن الحملة التي أعدتها ونفذتها الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي .
ان هذا النجاح يعتبر إنجازا كبيرا للإمارات وقطاع الطيران المدني المتطور ويشكل مرحلة بارزة جديدة تساهم في تعزيز مكانة الدولة الرائدة في قطاع الطيران .
وقد انضمت الإمارات إلى منظمة الطيران المدني الدولي في عام 1972 وترشحت للحصول على مقعد المجلس للمرة الأولى في عام 2007 قبل أن تفوز مجددا لمرتين على التوالي في عامي 2010 و2013 .
**المرأة**
مر على اتحاد الامارات 45 عاما وما زالت ذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تتألق مع مرور كل عام وغروب شمس كل يوم لتنير الطريق أمام مواطني هذه الدولة الغالية على قلوب الجميع نحو مستقبل واعد .
وتنظر الإمارات وهي تحتفل بيومها الوطني الـ 45 إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة كنموذج ومثال مشرف للمرأة الإماراتية تستحق أن تحتفي بها الإمارات ضمن احتفالات اليوم الوطني .
وأعطت سموها المرأة جل اهتمامها وعملت بجهد ومثابرة دائمة من أجل تمكين المرأة الإماراتية وتعزيز قدراتها العلمية والعملية بما يسهم في انخراطها في عمليات بناء الأسرة وبناء المجتمع وتحقيق التنمية مع إطلاق قوى التجديد والإبداع أمامها ووضعها في المسار الصحيح لتكون شريكا كاملا للرجل في بناء الدولة وتعزيز قدرات المجتمع .
وبفضل دعم القيادة استطاعت المرأة الإماراتية تحقيق الكثير من المكاسب وواكبت كافة مراحل الاتحاد ومسيرة التنمية حيث تبوأت المرأة المواطنة عبر عصور خلت وإلى الآن مكانة لا يستهان بها على غرار نظيراتها في المجتمعين العربي والدولي فالاتحاد ما كان إلا محطة من محطات كثيرة لعطاء المرأة الإماراتية ومكانتها التي لا يختلف عليها اثنان بل وكانت المعادلة الأهم في مسيرة البناء والتنمية التي شهدتها الإمارات وهي تنعم في كنف الاتحاد .
لقد تعزز دور المرأة الإماراتية في الربع الأخير من القرن الماضي ولا يزال واكتسب أبعادا جديدة مع تطور الإمارات إذ حظيت المرأة الإماراتية بكل التشجيع والتأييد من قبل قيادات الإمارات الذين آمنوا منذ المراحل الأولى لتأسيس الاتحاد بالدور المهم المنوط بالمرأة كونها الحجر الأساس لتقدم أي مجتمع والطرف الأهم في معادلة التنمية والتقدم .
وحظيت المرأة الإماراتية بكل التشجيع والتأييد من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" حيث قال سموه بهذا الشأن إنه " لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها.. ويجب أن لا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها.. كما للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز والمراتب بما يتناسب مع القدرات والمؤهلات التي يتمتعن بها ".
وعززت الدولة وضع المرأة حيث تطور دورها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة ما وضع الإمارات في مراتب متقدمة على اعتبارها رائدة في حقوق المرأة بالوطن العربي.. وأصبحت المرأة الإماراتية بفضل الدعم الذي تشهده من القيادة الحكيمة تلعب أدوارا رئيسية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية والبيئية .
وكانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.. قد أطلقت الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في الدولة 2015 - 2021 وذلك في الثامن من شهر مارس عام 2015 .
وتوفر الاستراتيجية إطارا عاما ومرجعيا وإرشاديا للمؤسسات الحكومية كافة /الاتحادية والمحلية/ والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عمل تسهم في ارتقاء دولة الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال تمكين المرأة وريادتها.
وتم يوم /28/ من شهر أغسطس 2015 /الذي صادف الذكرى الأربعين لتأسيس الاتحاد النسائي العام/ الاحتفال بـ "يوم المرأة الإماراتية" الأول كمناسبة وطنية تهدف إلى تكريم المرأة الإماراتية وتأكيد دورها المحوري وتقدير إنجازاتها في مختلف مواقع العمل الوطني.. كما نص دستور الدولة على أن المرأة تتمتع بكامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل واشتمل على بنود تؤكد مبدأ المساواة الاجتماعية وحق المرأة الكامل في التعليم والعمل والوظائف مثلها مثل الرجل.. وتبنى الدستور كل ما نص عليه الإسلام في ما يخص حقوق المرأة ومسألة توريثها وتمليكها وهو ما كان معمولا به قبل قيام الاتحاد وجاء الدستور ليؤكده .
وساعدت سموها المرأة الإماراتية ودعمتها في جميع المجالات حتى أصبحت تشكل ما نسبته 66 بالمائة من الوظائف الحكومية من بينها 30 بالمائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 بالمائة من الوظائف الفنية والأكاديمية التي تشمل الطب والصيدلة والتمريض إلى جانب انخراطها في وظائف مهمة في القوات النظامية بالقوات المسلحة والشرطة والجمارك .
وارتفعت نسبة تعليم الإناث إلى 39 بالمائة من إجمالي عدد الطلبة في التعليم النظامي الحكومي عام 1972 ليشكلن 53 بالمائة في العام الدراسي 2014 واستفادت المرأة الإماراتية من فرص التعليم العالي التي وفرتها لها الدولة إذ بلغت نسبة المنتسبات للتعليم العالي 71 بالمائة .
وتم تشكيل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين برئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيسة مؤسسة دبي للمرأة.. من أجل تعزيز دور المرأة الإماراتية في جميع ميادين العمل والمساهمة في دعم مكانة الإمارات محليا ودوليا وتقليص الفجوة بين الجنسين في العمل في قطاعات الدولة كافة والعمل على تحقيق التوازن المنشود بين الجنسين في مراكز صنع القرار وتعزيز مكانة الإمارات في تقارير التنافسية العالمية في مجال الفجوة بين الجنسين في مجال العمل إضافة إلى اعتبار الإمارات مرجعا للتوازن بين الجنسين في العمل .
**مجلس سيدات أعمال الإمارات**
ويبرز دور المرأة الاماراتية في التنمية الاقتصادية لا سيما أن هناك ما يقارب /12/ ألف سيدة أعمال يدرن حوالي /18/ ألف مشروع برأس مال يصل /12/ مليارا و /500/ مليون دولار الأمر الذي تطلب إنشاء مجلس سيدات الأعمال الإماراتيات وهو شبكة متكاملة تضم عدد من سيدات الأعمال والمهنيات والأكاديميات يدعمها اتحاد غرف التجارة والصناعة لتعزيز القوة الاقتصادية للمرأة الإماراتية من خلال إعداد دراسات الجدوى وتقديم المشورة لكل سيدة ترغب في تأسيس مشروع خاص بها كما أن نسبة مشاركة النساء في سوق أبوظبي للأوراق المالية بلغت /43/ بالمائة .
وقطعت المرأة الإماراتية شوطا كبيرا في طريق التمكين والمشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية متسلحة بدعم لامحدود من قيادتها الرشيدة فتبوأت مراكز قيادية سبقت بها نظيراتها في دول المنطقة وكثير من دول العالم.. ولعل نظرة شاملة على مسيرة التطور التي قطعتها المرأة الإماراتية منذ انطلاق باكورة الجهود في هذه المسيرة عندما قامت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "حفظها الله" بتأسيس الاتحاد النسائي العام سنة 1975 حتى يومنا هذا تعطينا فكرة واضحة عن مدى النجاح الذي حققته المرأة الإماراتية على طريق التمكين .
ومن هذا المنطلق تعد الإمارات أول بلد عربي والثاني على مستوى العالم في طرح إلزامية تعيين أعضاء من النساء في مجالس إدارات الشركات والمؤسسات الحكومية كما ان المرأة تشغل اليوم نسبة 66 بالمائة من القوة العاملة في القطاع الحكومي 30 بالمائة منهن في مراكز قيادية مرتبطة بصنع القرار فيما يبلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات 23 ألف سيدة يدرن مشروعات تزيد قيمتها على 50 مليار درهم ويشغلن 15 بالمائة مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة .
وتحتم هذه الجهود والإنجازات أن تتصدر الإمارات العديد من المؤشرات العالمية ذات الصلة فهي تصنف على قمة الدول التي تحترم المرأة بحسب تقرير مجلس الأجندة العالمي الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي.. كما جاءت الإمارات في المرتبة الأولى بين الدول العربية في تمكين المرأة بحسب مركز دراسات المرأة في مؤسسة المرأة العربية في باريس وكذلك المرتبة الأولى بين دول منطقة الشرق الأوسط في مجال المساواة بين الجنسين وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي في أكتوبر 2013 من خلال تحقيقها معدلات مساواة ملحوظة في مجالات السياسة والتعليم والرعاية الصحية .
**الاعلام والثقافة**
وقد احتل حقلا الاعلام والثقافة حيزا كبيرا من اهتمام الدولة بتوفيرها الامكانات اللازمة لتطويرهما ودعمهما وتوسيع مجالاتهما وكان لهما نصيب وافر في حركة التطوير والتحديث التي تشهدها الدولة بفتح مجالاتهما على آفاق أرحب من الحريات من خلال وسائلهما المتعددة من إذاعات وتلفزات وصحف ومجلات ومتاحف ومعارض واندية ثقافية سجلت نجاحات بارزة في النهوض باسم الدولة وتراثها وثقافتها وتقاليدها واوصلت رسالتها الى شتى بقاع الارض .
وتوجد في الدولة اليوم أكثر من /17/ قناة فضائية تلفزيونية و/24/ محطة إذاعية متنوعة وتسع صحف عربية يومية وثماني صحف يومية تصدر باللغة الإنجليزية والمئات من المجلات الأسبوعية والشهرية والدوريات المتخصصة ونحو /60/ صحيفة ومجلة ودورية تصدر عن الوزارات والمؤسسات والشركات والهيئات والجمعيات العمومية والأندية الرياضية والعلمية والجمعيات الثقافية والأدبية والجمعيات العمومية المدنية.. ويتم تداول نحو ثلاثة آلاف صحيفة ومجلة بأسواق الدولة من مختلف دول العالم فيما توزع بعض الصحف المحلية في عدد من العواصم العربية والأوروبية والأميركية بعد أن افتتحت مكاتب إقليمية واعتمدت مراسلين لها في تلك العواصم .
**استشراف المستقبل**
ان استشراف المستقبل والتخطيط الجيد له يمثلان إحدى السمات المميزة لتجربة التنمية في الإمارات التي تنظر دوما إلى الأمام وتتطلع باستمرار إلى تحقيق الريادة في المجالات كافة بما يعزز مكانتها على خريطة الدول المتقدمة .
وفي هذا السياق وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" مؤخرا استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل في وزارة شؤون مجلس الوزراء من اجل الاستشراف الباكر للفرص والتحديات بالقطاعات الحيوية كافة في الدولة وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها على المستويات كافة لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة .
وأهم ما يميز الدول المتقدمة أنها تفكر دوما في المستقبل وتخطط له جيدا وتضع الأسس والمرتكزات التي تمكنها من العبور الآمن إليه وهذا ما أدركته الإمارات منذ نشأتها وحتى وقتنا الراهن لأنها تدرك أن التنمية عملية مستمرة وشاملة وتتطلب رؤية شاملة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: "نحن دولة كنا منذ البداية مغرمين بالمستقبل ومتطلعين إليه وهذا أحد أهم أسرار نجاحاتنا التي نراها اليوم."
ومن هذا المنطلق حينما يتحول التخطيط للمستقبل والاستثمار فيه إلى نهج ثابت لدولة ما فهذا دليل على أنها تملك كل مقومات النمو والتطور والتقدم وهذا ما أثبتته الإمارات التي تقوم تجربة التنمية فيها على التخطيط العلمي للحاضر والمستقبل والسعي الدائم إلى المركز الأول من خلال خطط واستراتيجيات واضحة ومحددة الأهداف لعل أبرزها في هذا الشأن رؤية الإمارات 2021 التي تهدف إلى جعل الإمارات من أفضل الدول في العالم في الذكرى الخمسين لإنشائها والرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي التي تؤكد أهمية التنويع الاقتصادي من خلال الدفع نحو تحقيق نمو أسرع في القطاعات غير النفطية والعمل على تحقيق مستويات مماثلة من التنوع الاقتصادي والاستدامة لما هو موجود في الدول المتقدمة .
والدليل على سلامة النهج الذي تتبعه الإمارات في استشراف المستقبل أنها استطاعت أن تشخص بوضوح التحديات التي تواجهها في المستقبل ووضعت الاستراتيجيات الفعالة للتعامل معها وتمثل استراتيجية الطاقة التي تتبناها الدولة اليوم نموذجا لهذا التفكير المستقبلي والتخطيط السليم له فعلى الرغم من أن الإمارات دولة منتجة ومصدرة للنفط فإن هذا لم يمنعها من الانخراط في إنتاج الطاقة النووية والمتجددة انطلاقا من رؤية قائمة على دراسات علمية لاحتياجات المستقبل من الطاقة في ظل تزايد عدد السكان وارتفاع مستوى المعيشة واتساع الأنشطة الاقتصادية والتنموية خاصة في المجال الصناعي.. إضافة إلى حرص الدولة على إيجاد بيئة نظيفة تحقق هدف التنمية الشاملة والمستدامة .
ان استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل تدشن مرحلة جديدة من العمل الوطني تشارك فيها كل الجهات والهيئات المعنية من أجل هدف رئيسي هو الحفاظ على المكتسبات التنموية التي تحققت على أرض الواقع والانطلاق بمسيرة التنمية إلى آفاق أرحب وأوسع في المستقبل تتبوأ فيها الإمارات مرتبة متقدمة في كل مؤشرات النمو والتطور بما يضمن ترسيخ تجربتها التنموية ويعزز الثقة بالمستقبل .
**غزو الفضاء**
وفي مثل هذا اليوم الاغر يسترجع الشعب البدايات ويتطلع الى المستقبل بروح الامل والتفاؤل.. يحتفل بوطن يزهو بامتلاكه ناصية قراره المستقل وسيادته التامة على ترابه الوطني وبما تبوأته الإمارات من مكانة مرموقة بين الدول في عالم اليوم .
وتقدم الإمارات يشكل نموذجا حيا ومشرفا لقدرة الإنسان العربي المبدعة على بناء الدولة الحديثة التي تعتز بهويتها العربية الإسلامية وتتجسد فيها عظمة الرجال وقوة الإرادة التي حولت رمال الصحراء الجرداء إلى مدن عصرية .
عقود طويلة من عمر الاتحاد كانت وافرة الحصاد سخية العطاء ترسخ فيها الانجاز وثبتت خلالها اركان البناء حيث قطعت الإمارات اشواطا بعيدة على طريق التنمية والتقدم وحققت قفزات نوعية في مختلف مجالات النهوض الحضاري سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
وتمضي الإمارات بقوة نحو غزو الفضاء باستخدام أحدث الأجهزة وبالاستعانة بجيل واعد ومؤهل علميا بما يجعل الدولة تتصدر الجهود العربية في هذا المجال .
وكانت وكالة الإمارات للفضاء قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها الوصول إلى كوكب المريخ عبر أول مسبار عربي خلال 7 سنوات .
ويبدأ العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي برحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر في عام 2021 وبذلك تكون الإمارات قد دخلت رسميا حلبة السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي .
ويشكل الإعلان التاريخي منعطفا تنمويا في مسيرة الإمارات بدخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء وإدراجه ضمن محركات نمو الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة .
**مسبار الأمل**
ان غزو الفضاء يمثل عنوانا آخر من العناوين البراقة ضمن الإنجازات الإماراتية في 2015 إذ شهد إطلاق مشروع مسبار الأمل كأول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى كوكب المريخ تزامنا مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الاتحاد لتصبح الدولة واحدة من تسع دول فقط في العالم لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر .
..خليفة سات..
وخلال العام الماضي أيضا بدأت المراحل التنفيذية لبناء القمر الصناعي "خليفة سات" الذي يتم تصنيعه بالكامل في الإمارات بكفاءات وطنية كأول قمر صناعي بإنتاج عربي كما شهد إطلاق "مركز محمد بن راشد للفضاء" وهذه الخطوات تمثل جزءا رئيسيا من الجهود الهادفة إلى دعم الابتكارات العلمية والتقدم التقني ولدفع عجلة التنمية المستدامة في الدولة عبر ولوج قطاع الفضاء أحد أكثر القطاعات الصناعية والتكنولوجية والمعرفية تطورا .
أخيرا والإمارات اليوم تحتفي بذكرى اليوم الوطني الـ 45 لاتحادها تتذكر جيدا ان زايد الخير لم يطلب من شعبه سوى أن يكونوا يدا واحدة تواجه التحديات.. تحديات الزمن ومصاعبه وتثبت أن في الاتحاد قوة لتحقيق المستحيل لم يطلب الشيخ زايد سوى التحلي بروح الاتحاد .
ان للإمارات تاريخا عريقا تمتد جذوره الى أكثر من 40 عاما فتاريخ هذه الدولة غني بالمواقف الرجولية والبطولات المتوارثة جيلا بعد جيل تحمل في معانيها روح الاتحاد وثقافة الاجداد وعراقة الماضي .
تلك المواقف والبطولات وما تحمله من معنويات عالية ستظل تروى فصولا تلو الاخرى لتخلق فصولا جديدة يضيفها شعب الامارات الى مسيرته.. مسيرة الخير والمجد والعز والكرامة.. فهنيئا لشعب هذه الملحمة التي أسسها وسطرها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".